الفصل الثالث والعشرون

12 1 0
                                    

- آه كنت عارف قبل ما أقبل المهمة؛ بس.. مكنتش عارف إنه أنا المقصود.
- يعني ايه ؟!
- كنت فاكر إن أنت المقصود، عايزين يصفّوك أنت.. داني شبهك أنت.. بديلك أنت.. كنت فاكر إني بحميك؛ عشان عارف إن أخويا عِندي، مش هيوافق أبدًا على إني أخاطر بحياتي عشانه، ومكنش ممكن أسيب أخويا الصغير يقامر بروحه.
- أخوك الصغير يقامر بروحه !!، أنا مش عيل عنده ٣ سنين يا ياسين، أنا راجل ووقتها كنت نقيب زيى زيك بالظبط، مكنتش صغير.

أبتسم ياسين، وحسس على شعر ثائر.

- بس أنت أخويا الصغير يا ثيو، بمزاجك أو غصب عنك، أنا أكبر منك بـ ١٠ دقايق، الـ ١٠ دقايق اللي بتتحجج بيهم دايمًا دول عارفهم.
- ياسين.
- ايه ياض هتخوفني كدة يعني ؟!، يامي يامي خاف يا عيد....

ياسين كان بيهزر عشان يفك التنشنة دي؛ بس ثائر أتعصب وودى وشه الناحية التانية؛ فـ حط ياسين إيده على كتف أخوه وقال.

- معرفتش محميكش، معرفتش يا ثيو، أنت نصي التاني، مش هعرف أشوفك في خطر، وأقف أتفرج عليك.
- أنت بتستهبل، وازاي أصلًا تخبي عني ومتقوليش ؟!، وليه مكلمتش uncle عادل ساعتها، اشمعنى اللواء مراد، مركز uncle عادل كان وقتها أعلى وأقوى، ده كان قائد الوحدة كل....

سكت ثائر فجأة وتنح وبرق لما الجرس رن في دماغه، وياسين بص في الأرض تاني.

- ع.. uncle.. عادل.. uncle عادل هو الخاين يا ياسين، هو الشخص اللي كنا بندور عليه، هو اللي كان بيبعت المعلومات، وسبب بوظان كتير من المهمات، هو سبب ضياع أرواح كتير من زمايلنا، هو.. هو السبب في إنهم كانوا عايزين يصفوك، طب ليه ؟!؛ عشان بس في واحد شبهك، أنطق يا ياسين، مخبي ايه كمان.

أتنهد ياسين، وقام وقف، حط إيديه في جيوبه، وراح وقف جنب شباك الأوضة، وبص منها، وبعدها بدأ يحكي..

- عشان هو عرف إني كشفته، وإني معايا مستندات توصله لحبل المشنقة، عرف إني هسلمه لعشماوي بإيدي، وإن كونه صاحب أبويا ده مش هيشفع له عندي، وإني مش هسكت على الخيانة والدم اللي كان السبب فيهم؛ عشان كدة فكر يصفيني، سمعته بيتكلم في مكتبه بالصدفة في الوحدة، في يوم مكنتش عارف أنام فيه، وقومت أتمشى في الوحدة شوية، وكأن ربنا كان عايزني أكون موجود هنا في الوقت ده؛ عشان أسمعه؛ وعشان يحميني منه ومن شره، كان بيقول إنه هيحرق قلبي على أكتر حاجة بحبها، وإنه هيسبب لي الخراب والكسره.... قال إن المهمة لازم تحصل بسرعة جدًا، والشبيه يكون هنا في أقرب فرصة؛ عشان يبدأ في انتقامه مني.

- ولما سمعت كلامه معرفتش أعمل ايه ؟!، حسيت بالعجز والشلل، أفتكرت إن انتقامه منى ده هيكون أذيتك أنت ونغم، وإنه هيجيب حد شبهك عشان يأذيني، يخطفك ويساومني بيك، وفي نفس الوقت الشبيه ده هيغطي على غيابك؛ فـ ميقعش تحت أي مُسألة قانونية، وأكيد أنا مش هسيبك مخطوف، وهعقد أحاول أثبت إن التاني ده مش أنت، وإنه مجرد شبيه ليك مش أكتر، وكدة هبقى مُشتت وهضيع وقت كتير، بيغطي ضهره يعني، وبعدها كلمت اللواء مراد؛ عشان هو كان القائد المباشر بتاعنا وقتها، وبدأنا نخطط سوا، لحد ما عرفت الحقيقة، وإنه عايز يصفيني أنا، وإن الشبيه ده.. شبيهي أنا.. مش أنت.. وإن أكبر انتقام ليه مني هو موتي، وإني أشوفكم من فوق متعذبين على فراقي.

رحلة الأخذ بالثأرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن