الفصل الخامس عشر

20 2 0
                                    

والدة ياسر وإخواته البنات كانوا مبسوطين أوي لفرحة أخوهم، من كتير أوي مشافوش البسمة اللي من القلب دي، ولا ضحك بالشكل ده، وكمان هما حبوا سهى جدًا؛ عشان هي بنوته بسيطة ولطيفة، برغم إنها شقية ومشاغبة.

نغم كانت واقفة بتتفرج على سهى وياسر وهي مبتسمة، كانت مبسوطة ليهم جدًا، وبالأكتر طبعًا لسهى، زميلتها، ومتدربتها، وصاحبتها الجديدة والوحيدة، ما أصل إيمان توءمها مش صاحبتها.

وبعد شوية، أتحركت نغم ومشيت بعيد، راحت تقعد في ركن هادي لوحدها، بعيد عن دوشة الخطوبة، وعن كل المعازيم؛ بس على مين كالعادة في جوز عيون مفارقوش نغم من ساعة ما شافوها، غير عيون الحامي طبعًا، يعني زين العاشق الولهان، وثائر طبعًا.

- هتفضل مكشر كتير يا ابني أنت ؟
- أنا مش مكشر ولا حاجة، أنا كويس، أنت بس اللي مش واخد بالك.
- آه ده على أساس إني بتاع بطاطا، ده عيب على رتبتي حتى طيب.
- عايز ايه يا ثائر ؟!
- أنا مش عايز حاجة، أنت اللي عايز، واللي أنت عايزه معايا، وأقدر أجيبه لك بكل سهولة كمان.

لف زين وبقى باصص في عين ثائر، وأتكلم بنبرة سخرية.

- ساحر سعادتك بقى، عرفت أنا بفكر في ايه، وكمان هتعرف تجيبه لي، مش كدة ؟
- أنت عايز تعرف سبب تصرفات نغم، ازاي بتحبك لدرجة إن أنت الوحيد اللي قدر يفجر القنبلة بتاعتها ؟، وفي نفس الوقت اتخلت عنك لسهى بكل سهولة، صح ولا أنا غلطان ؟!
- ده أنت طلعت ساحر بجد بقى يا حضرة النقيب.
- ما قولنا عيب على رتبتي بقى، تعالى ورايا.

أتحرك ثائر وزين راح وراه، وبعدين لما خرجوا زين مسك إيد ثائر ووقفه لما فهم هو واخده ورايح على فين، هما رايحين ناحية نغم.

- أنت هتعمل ايه بالظبط ؟!
- متخافش.. مش أنت اللي هتكلمها، أنت هتقف تستخبى في حته، وهسمعك إجابة سؤالك بودنك، ومن غير ما هي تعرف إنها جاوبتك كمان.

وقف زين يبص لثائر بإستغراب شديد.

- بتبص لي كدة ليه ؟!، لو مش عايز يالا نرجع، سهله.
- أنت ليه بتعمل معايا كدة يا ثائر ؟!
- مفيش فايدة، قولت لك أنا ونغم مينفعش يبقى فيه بينا حاجة أصلًا، أنا مش بديك حاجة أنا عايزها يا زين متخافش، ده غير إني أصلًا بحب إيمان، استخبى بقى.

وراح زين استخبى ورا شجرة قريبة من مكان ما نغم قاعدة، وثائر راح لها، كان واقف وراها، وقبل ما يتحرك خطوة كمان، أو يفتح بوقه؛ عشان يقول أي حاجة.

- جاي ورايا ليه يا ثيو ؟
- وعرفتي منين إنه أنا ؟
- أنت عارف عرفت منين يا حضرة النقيب، أنا مش تلميذة برده.
- الـ prfume بتاعي !
- وصوت خطوة رجلك.

كل إنسان لُه كام حاجة خاصة بيه مميزينه، زي بصمة إيده. نبرة صوته، ريحته، وصوت خطوة رجله.

قرب منها ثائر أكتر، وقعد قصادها.

- يعني مش سرحانة، ومركزة في كل حاجة.
- لا مش سرحانة.
- اومال خرجتي ليه ؟!
- كنت عايزة أقعد لوحدى شوية بس.
- بقيتي بتكذبي عليا يا لعبتي الصغيرة، أنتِ بتفكري في ياسين، وفي شكل اليوم ده لما يرجع، أنا عارف وفاهم؛ بس مينفعش توقفي اليوم ده لحد ما ياسين يرجع يا لعبتي.

رحلة الأخذ بالثأرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن