٣. شَرِس

1.9K 143 50
                                    




٣. شَرِس: (اسم)
خشِن المُعاملة، عَنيف، مُستعِد للقتال

أحياناً، تُهاجِم تَفكيره فِكرة دَفع بيكهيون على رُكبَتيه ومُضاجعة فمه الزَهري، العابِس، القَذِر حتى يَختَنِق بِعُضوه، أحياناً يُفَكِر بِنَشل جميع الطَبقات مِن على بيكهيون، تَمزيق بروده كما الحرير، فَك كلِماته السامة كأزرار قميصه و نزع أسراره ولِباسه الداخلي دُفعة واحدة، يُريد أن يرى ما يَكمُن أسفل هذا كُله، يُريد أن ينتُش ويَعَض بشرته البيضاء الرقيقة وفي روح بيكهيون جميعهم في الوقت ذاته.

هو يعتَقِد أن بيكهيون يَعلم بِذَلك أحياناً، عِندَما يقضم شفتاه حتى يُصبِحا مليئَتان وحمراوان، عِندما يَستلقي على الأريكة بقميصه الذي تُرِكَت نِصف أزراره مفتوحة مع انفراج قَدَميه بشكل فاحِش، عِندَما يتردد تشانيول لِلَحظة مُتناهية الصغر، مُنهَمِك للغاية في وجه بيكهيون المِثالي ثُم يرفع بيكهيون رأسه لترسم شفتاه ابتسامة مُتَكَلِفة كما لو أنه يَعلم، كما لو أنه يستهزأ بتشانيول.

تشانيول يتسائل إذا ما كان حقاً يَعلم، ولكن كيف له ذلك؟ هو لا يستطيع رؤية تشانيول ولا حتى رؤية نفسه، لذا كيف له أن يعلم بالضَبط التعبير الذي يجب عليه وضعه على وجهه؟ الوضعية التي يجب عليه فعلها لدفع تشانيول لحافة الجنون بدقة قاتلة؟ بِالنسبة لصَبي أعمى فهو إما مُدرك بشكل لا يُصدق أو ساذج بشكل لا يُصدق، أو رُبما هو بريء وحسب، غير مُدرِك لِما يفعله بِتشانيول الذي بِالكاد يَتّحكم بِنفسه أمامه.

تشانيول ليس سِوى آخر وأقل الأشخاص أهمية مِن الذين تَدفع لهم والدة بيكهيون لرِعاية طِفلها، فناني تَجميل، مُصَففي شَعر، مُصممي أزياء وحتى مُدَرِب خاص للمكفوفين. يغسِلونه، ويُلبِسونه، ويُديرونه ذهاباً وإياباً ليجعلونه جميلاً، تماماً مِثل الدُمية، تماماً مِثل الدُمية، يَسمح لهم بِفعل ما يشاؤون.

هو فقط ينتَعِش وتُصبِح عيناه الداكِنة المُجوفة فضولية عِندما يَتَعرف على خطوات تشانيول، لِأجل تشانيول وفقط له يتحدث بيكهيون. لِأجل تشانيول وفقط له بيكهيون يَغدو إنساناً، رُبما إنسان فظيع، حقير، وقِح وبغيض وقاسٍ بِشكل لا يُطاق، كما يُمكن أن يكون الأطفال فقط، لكن فقط لتشانيول.

"متى بدأ الأمر؟"

"عِندما وُلِدت على ما يبدو، هو مرض انتكاسي."

"نعم لكن متى بدأ.." هو يتردد، يتمنى أنه لم يقُل شيء مُبالغ بِه، وبيكهيون يتردد أيضاً، رُبما فقط ليُسلي قلق تشانيول.

"كُنت في الرابِعة عشر، والداي كانا على وشك الطلاق، أمي استغلت حالتي لتحصل على الوصاية عَلي ووالدي سمح لها بِذلك لأن صبي أعمى لن يُجدي نفعاً في مسيرته المهنية، وها أنا ذا هُنا."

Behind blue eyesWhere stories live. Discover now