Behind blue eyes

١٤. فِرار

١٤. فِرار: (اسم)
الهروب

في بعض الأحيان ينسى تشانيول كيف بدأ كُل هذا حقاً. مِن السهل أن تنسى وتتماشى مع بيكهيون، مع الرسائل الصوتية الطويلة والصاخبة التي يرسلها إلى تشانيول في الليل قبل أن ينام، مع النُزهات الطويلة التي يأخذونها معاً في الربيع ليشعروا بآخر بتلات أزهار الكرز تسقُط مع المطر على أكتافهم، مع أول راميون حار و فظيع لبيكهيون، حقاً فظيع، هو فقط يقوم بتَسخين الماء ليرمي الشعيرية والتوابل في القدر عندما يغلي فقط، ولكن للجميع، بالنسبة لتشانيول، لسونيونق، لبيكبوم الذي يُحادثهم بالفيديو من نيويورك، لبيكيون نفسه، الأمر يشبه الفوز بحرب طويلة.

بيكهيون تَحَسَن كثيراً، إنه يتغير كُل يوم ويبذل مجهوده ليَنضَج، لذلك من السهل نِسيان الطفل الغاضب، القاسي، الذي لا يُجيد سوى بصق سُمه على من حوله، الذي التقى به تشانيول لأول مرة في قصر عائلة كيم. لكنه لا يزال هناك، بِشفتيه الحمراء الرقيقتين وتهديداته الهامسة وتِلك الصرخة المُختَنِقة في حلقه، تلك الصرخة التي لا يُريد التخلي عنها أبداً، بعيناه الشكاكة العمياء.

عِندما يعود ذلِك الطِفل - هو لم يُغادر أبداً، كان مَخفِياً بدقة بِعناية خَلف جميع خطوط الدفاع، خَلف طبقات السيطرة على النفس التي قام بيكهيون بتَعلُم وضعها - تشانيول غير مستعد.

لا يزال يُقرِر ما يرتديه للَّيلة، حيث رَتَب لَهُ جونقداي موعد مُدَبَر مع مُساعدة تَعمل معه في نفس الشركة. عندما رن هاتفه، في البداية لَم يَفهم الكلمات التي ظهرت على الشاشة، مليئة بالأخطاء الكتابية وبعضها غير مفهومة تماماً، لابد أن بيكهيون استخدم برنامج تمييز الكلام لكتابته، لكنه إما أنه لم يَتَهجئ الكلمات جيداً أو...

يقوم بالاتصال عليه لكن الفتى لا يُجيب وسونيونق أيضاً لا تُجيب ليتذكر أنه يوم عطلتها. يُفكر في الأمر للحظة متسائلاً عما إذا يجب عليه أن يقلق أم لا لذلك اتصل على بيكبوم الذي في مُحادثة سريعة تَركه أكثر قلقاً وتوتراً مِن قبل.

"نعم سأذهب لاطمئن عليه، نعم سأُخبرك عندما أعرف. لا تقلق، من المحتمل أنه... بدا الأمر كما لو كان مخموراً... لا، قلت لا تقلق، اتفقنا؟ سأكون هناك في غضون عشرين دقيقة. فقط... سأذهب... أنا.. سأُغلق الخط سيد بيكبوم."

"جونقداي لا تنتظرني الليلة. نعم، إنها مشكلة تَخُص بيكهيون. لا، حقاً، لا تقلق. سألقاك في وقت آخر، اتفقنا؟ أخبِرها أنني آسف. ليس لدي وقت حقاً يا جونقداي."

يركض نحو محطة قطار الأنفاق، يستَمِر باخبار نفسه أن كُل شيء على ما يُرام، بيكهيون قوي، بيكهيون أفضل من ذي قبل، لكنه لا يستطيع تصديق كلمات نفسه. إنه قلق للغاية حتى أنه يتمنى أن يتحرك القطار بشكل أسرع.