١٨. نوبة

1.5K 110 33
                                    



١٨. نوبة: (اسم)
فورة مُفاجئة من العاطفة

تَنام الورود تحت غِطاء مِن الثلج بينما بيكهيون المُرتَجِف يَحشُر يداه داخل جيوب معطفه الكبير كَي يُحافظ على دفئهما. تشانيول يقوم باحتضانه من الخَلف يدُس يده داخل جيب بيكهيون باحِثاً عن الدفء المُختبئ هُناك.

"هل ستشتاق لهذا المنزل؟" هو لا يسأل بيكهيون ما إذا سيعود أبداً لأنه يعلم أنه لن يعود، هو سيتأكد مِن أنه لن يعود إلى هُنا أبداً.

"على أغلب أنني سأشتاق للحديقة. حقاً أحببت القدوم إلى هُنا عِندما كُنت طِفلاً وأحببت أيضاً عِندما كُنت تصطحبني إلى هُنا."

هو يقولها بسلاسة ليبدو سهلاً لكن تشانيول يعلم كم كان صعباً -مازال- له أن يكون صريحاً بشأن مشاعره، مازال مُتَحفِظ للغاية، سري للغاية وغاضِب للغاية، ما يَجعل صراحته المُفاجئة تبدو مُريبة.

يَعتَقِد تشانيول أن الحديقة هي ما تَجعَل بيكهيون يشعُر بالراحة، حتى في السابِق كان بيكهيون أكثر صِدقاً عندما كانوا يتنزهون سوياً بين الورود.

"أنت قد أخبرتني قَبل أن أرحل أنك أحببت الورود، أتتذكر ذلِك؟ الملكة اليكساندرا أو شيئاً ما."

"أو شيئاً ما،" يتنهد بيكهيون في كلامه "كانت هُناك واحدة هُنا لكن عندما عَلِمت أنني سأفقد بصري طلبت مِنهم إزالتها. لم أكن أريد واحدة إذا لم أتمكن من رؤيتها."

"هُناك مهرجان ورود يُقام في سوول في شهر مايو. يُمكننا الذهاب معاً."

تَشتَد يد بيكهيون المُحيطة لذراع تشانيول بعُنف لدرجة أن تشانيول أخذ خطوة للخلف لكن ما تزال أصابعه مُشابِكة لأصابع بيكهيون في جيبه لذلك هُما فقط ترنحا بمكانهم.

"آسف،" يُتمتِم تشانيول بينما يُحاول تحرير بيكهيون من قبضته ليأخذ خطوة للخلف قبل أن يسقطا معاً لكن تَجِد يد بيكهيون إحدى أكمام تشانيول ليوقفه من التراجع.

"أتعتقد حقاً أننا سنظل معاً في غضون خمسة أشهر؟"

"لِمَّ لا؟"

يضحك بيكهيون ببرود كبرود الرياح الآتية من الغابة.

"الجميع يترُكني."

"ظننت أننا تخطينا هذا الموضوع يا بيكهيون."

"يُمكنك أنت تَخَطي ذلك يا تشانيول لأنك يُمكنك الرحيل.. تستطيع فِعل أياً كان ما تشاء لكنني لا أستطيع وسيتعين علي العيش مع نفسي عديمة الفائدة لبقية حياتي، أتساءل متى سينتهي بي الأمر بمفردي."

Behind blue eyesWhere stories live. Discover now