٦. تَمتَمة

1.6K 127 18
                                    




٦. تَمتَمة: (اسم)
هَمس، وشوشة


تشانيول ينظُر للَّوحات المُعلقة على الجدران في الممر لمرة أخيرة قبل أن يرحل، صور للسيدة كيم مع الرئيس بيون قبل الطلاق، أجمل زوجان، يبتسمان بشدة حتى بدت أوجههم على وشك التمزُق. صور للسيد الصغير بيكبوم وبيكهيوني، مِثل ما زالوا يدعونه الخادِمات الكِبار (الخادِمات الأصغر يدعونه بابنها ولا شيء آخر).

"هو لم يَكُن هكذا طيلة الوقت." السيدة ليي إحدى أقدم العاملات تتحدث لتشانيول بصوت أقرب للهمس. "هو اعتاد أن يكون صبي مُشرِق وحيوي، مليئ بالحياة وطيب للغاية. أثر به المرض بدرجة كبيرة لكن والدته هي من دمرته."

تشانيول قد رأى الصور، صبي مُسمَّر بابتسامة عريضة يكاد وجهه يختفي بسببها، عيناه، أنفه، شفتاه، اختفت جميع ملامحه حتى لم يبقى سِوى السعادة على وجهه، هو أجمل الآن لكنه كان يبدو أفضل سابِقاً. تشانيول يُمكنه البقاء لأجله، للصبي الذي لم يستحق أن يفقد الضوء بهذا الشكل المُبَكِر، هو يرحل لأنه ليس مُتأكد إذا ما بَقِيَّ مِن ذلك الطفل شيء. (يُغادِر لأنه بالفعل في عُنق كبير وبيكهيون خطيرٌ عليه.)

هو يرفُض العودة. يَعلم أن بيكهيون يتألم، يَعلم أنه وحيد، يَشعُر بذلك في جَسده لكنه يختار تجاهل ذلك.

يُشفِق على بيكهيون وهذا هوانتقامه المليء بِالحقد، هذا هو ثأره التافه. فبيكهيون يكره ضعفه ويكره أن يُري الناس ذلك ويكره أكثر عِندما يكونون مُدرِكين لذلك.

تشانيول يستمر بالتفكير بِذلك في الليل، مُبتَهِج بفكرة ما يَشعُر به بيكهيون ويأمُل أن يشعر بشيء أسوء عندما يَعلم أن تشانيول يعلم كم هو ضئيل ومُثير للشفقة ووحيد، بشري للغاية، بِلا قوة.

هو يحصل على وظائِف أُخرى، ليس واحدة با ثلاثة. الأجر سيء لكن هو يحتاج أن يبقى بعيداً عن بيكهيون أكثر مما يحتاج المال. انتقل لمنطقة أرخص والآن يُشارك غُرفة مع فتى مرح من قسم الهندسة. بدأ العمل بمُناوبات مُختلفة وقام بالاعتذار عن هذا الفصل الدراسي حتى يتمكن مِن ادخار ما يكفي، حتى يحصل على المزيد من القوة. قد فكر بالاتصال على عائلته طالباً المُساعدة لكن كبريائه يمنعه، هو غادر المنزل لأنه يَعلم أنه يستطيع العيش بمفرده وان يعود زاحِفاً كالطفل المُدلل، لن يعود لوالد دعاه بالعار وخيبة الأمل لأسبابٍ خاطئة. يقوم بالاتصال على أخته في الليل ليتجاهل اقتراحاتها بالعودة للمنزل أو العودة لمنزل السيدة كيم ما يجعله يصُر على أسنانه ويُضاعِف مجهوده.

في الليل عِندما يُباغته شبح بيكهيون ليهمس له بِكلمات لئيمة في أُذنه يُفكِر بتَقبيله بِلا شُعور ومُضاجعة فمه الزهري الجميل كَي يُخرسه ولا يَشعُر بِالذنب لذلك عدنما يستيقظ لكن ذاك يزيد شوفه لبيكهيون، يفتقده بشكل عميق وشديد.

ليعود له بعد ثلاثة أشهر.

Behind blue eyesWhere stories live. Discover now