١٣. تُخمة

1.6K 125 15
                                    



١٣. تُخمة: (اسم)
عُسر هضمي من الاسراف بتناول الطعام أو الشُرب


تشانيول ليس ساحراً، هو لا يعرف كيفية التعامل مع التعاويذ، كيفية كسر اللعنات. في بعض الأحيان، عِندما ينظر إلى بيكهيون، يرى شبح والدته يتبعه عن كثب، لا تزال ظِلال ذلك المنزل تَتَرَبَص مِن حوله، يُمكنه رؤيتها في وضح النهار ويتساءل عن مدى فظاعتهم، عن مدى ظلامهم في عالم درجات الرمادي والأسود الذي لا يُمكن أن يراه سوى بيكهيون.

يجلب الدجاج والجُعة ويجعل بيكهيون يثمل، ليس ثملاً لهذه الدرجة ولكنه أكثر سعادة من المُعتاد، دائِخاً، مُحمَر وتقريباً مُبتَسِم. قام بتعليمه كيفية طلب الجاجانقميون بهاتفه الجديد اللامع ويفاجئه بيكهيون باخراج قيمة الطلب الصحيحة مُباشرةً في محاولته الثانية عندما يرن الباب.

"لقد تعلمت ذلك في المدرسة" يُغَمغِم تحت أنفاسه. "التوجيه والتنقل. إنهم يعلموننا الكثير من الأشياء."

تغزو رائحة الجاجانقميون الهواء ويرفع بيكهيون وجهه على يده ليشتم الهواء بفضول.

"هل تُريدني أن أصفه لك؟"

كِلاهما يتجمد. لقد قال تِلك الكلمات في كثير من الأوقات، في ظروفٍ مُختلفة، وكاللعنة، يُمكِن للكلمات الصحيحة أن تُحدِث فرقاً باللعنة. هذا كُل ما يتطلبه الأمر، وللحظة يُمكن أن يشعر تشانيول بذلك مرة أخرى، الظلام المُضطَهِد الموحِش، الصمت واللعنة المُظلمة التي تُبقي بيكهيون سجيناً.

تشانيول يَرمِش، ليُدرِك أنه لم يعُد في ذلك المنزل. انتهى الكابوس. بيكهيون لم يخطو في تِلك الأرض خلال الأشهر العشرة الماضية، لم يرى والدته أو يتحدث إليها في الأشهر الستة الماضية عكس تشانيول.

بعيداً عن تعويذة الضيق التي تَسكُن القصر، السيدة كيم بدت مُختلِفة أيضاً، أقل شبهاً من ساحرة في عرين الظلام الخاص بها وأكثر شبهاً بالزوجة السابقة الغنية والقوية لرجل غني وقوي. لم تتغير حافة الجنون، وإذا شَعَر تشانيول للحظة بالسوء لأخذ ابنها بعيداً عنها، فقد مات الشعور بسرعة، فقَد كانت هذه هي المرأة التي حولت بيكهيون إلى شيء قبيح مصنوع من الغيظ، أو الندم، مصنوع مِن أماني مُحاصرة في غرفة صغيرة من المُخمل والحرير.

عشرة أشهر حتى تّغَير بيكهيون لكن ليس لتلك الدرجة، مازال يتكلم كفتى مُدَلَل، مازال يغضب عِندما لا تحري الأمور كما يشاء، مازال لئيماً، سريالي بشكل مُتَعَمَد، عنيف عاطفياً عندما يستطيع ذلك. هُما يتشاجران، كثيراً، وتشانيول دائِماً ما يُبادله الشجار، وبيكهيون يعتذرأحياناً

Behind blue eyesWhere stories live. Discover now