٢١. تَذَوُّق

1.7K 103 39
                                    






٢١. تَذَوُّق: (اسم)
اِسْتِطْعام


تفرد المدينة أجنحتها في الليل مثل بجعة تمتَلِك ريشاً مصنوع من الضوء والقاذورات، مِن التلوث والمطر، مِن اللوحات الإعلانية اللامعة حيث تُروج أحدث مُمثلة أو مُغنية مشهورة مساحيق التجميل والمجوهرات والسيارات. المدينة تَنبُض بالألوان وتبكي بضجيج الازدحام ولا تنام أبداً، تَتَنفس عندما يتساقط الثلج.

يفتح تشانيول فمه ويتذوق الليل والبرد ويهتز العالم بألوان مُتعددة من حوله، كل صوت يصل إلى أذنيه كما لو كان قادماً من أبعد مسافة. يقول شخصاً ما شيئاً عن سيارة أجرة وقبل أن يتمكن تشانيول من البدء في مُعالجة الكلمات التي يتم دفعها داخل زوبعة من الألوان.

"نحن بحاجة إلى عنوان يا فتى"، يقول السائِق وهو ينظر ذهاباً وإياباً بين تشانيول وشخص ما في الخارج.

"بارك؟"

يرمش تشانيول بينما يُحاول التركيز على وجه يونا الجميل من قسم إدارة الشؤون الخارجية. تقوم بفرقعة أصابعها الطويلة الجميلة أمام وجه تشانيول المُخَدَرلإيقاظه من ثمالته. يُخرِج محفظته بعد جهدٍ كثير ويُخرِج بطاقة منها لتأخذها يونا وتنظر إلى الاسم بفضول "هل أنت متأكد؟ هذا ليس اسمك"، لكن يَكتَفي تشانيول بالايماء برأسه الذي يدور بشدة لدرجة أنه بالكاد يستطيع رؤيتها بعد الآن.

"فقط اوصلني إلى هناك" يقول ذلك مُحاوِلاً تهجئة كُل كَلمة بشكل صحيح بسبب دوران رأسه. تقوم بالتلويح له بينما تَضحك بعدما أغلقت باب السيارة له. "أراك غدا في العمل يا فتى... إذا لم تُهلكك آثار الثمالة."

الرحلة إلى منزل بيكهيون ليست طويلة بما يكفي ليستيقظ من ثمالته، وَما يزال ثَملاً للغاية لدرجة عدم التوازن حتى عندما توقفت السيارة، يشعر بأن رأسه خفيف ومُصاب بالدوار، لكن جسده ثقيل جداً وغير متعاون. ترقص رقائق الثلج من حوله، وتبتلع كل الاصوات الأُخرى.

عندما يفتح بيكهيون الباب، ينهار تشانيول حرفياً عند قدميه.

هناك لحظة صمت حيث يقف بيكهيون هناك فقط، غير قادر على استيعاب ما يحدُث ليقولت شانيول له "أنا على الأرض".

"هل أنت ثمل؟"

"اوه حقاً يا شيرلوك؟! كيف اكتشفت ذلِك؟"

"حسناً، أولاً تفوح منك رائحة وكأنك متجر خمور، ثانياً سقطت على عتبة الباب الخاصة بي، ثالثاً، عندما قرعت الجرس وقُمت بالسؤال من بحق الجحيم يطرُق بابي في هذا الوقت من الليل أنت أجبت برجل أحلامك. اختر واحد من الخيارات. أيضاً، هل أنت مِن ذلك النوع من الثمالة؟ ثمل غبي؟"

Behind blue eyesWhere stories live. Discover now