-7-

3.5K 153 37
                                    

من هناك ؟ هل عدت يونغي هيونغ !؟
ا ا ا أ نت!؟

وقف أمامي بشعرِه الفاحم السّواد ، و وجهه المستطيل  عريض الفك ، تتدلّى من رقبته كارتيي ذهبية ، يحملُ كأس شراب ، و يرتدي قميصا كريميا ، ازراره الثلاثة الأمامية مفكوكة ، نسَّقهُ مع سروال توكسيدو بني بلون الشكولا و بدون حزام و أكمل هيئته الفخمة بحذاء جلدي بني هو الآخر .

ساد بيننا صمت غريب ، كلانا متسمِّران نُناظر بعض ، بعد أن إعترانا الذهول و الخادمة واقفة تتأملنا بحيرة . و دون أن يكسر التواصل البصري بيننا طلب منها الانصراف ، ثم ابتسمَ لي نصف ابتسامة جانبية ، يصعب رؤيتها ، فهو بالكاد حرَّك شفته ، ثم طلب مني الدخول.

فعلتُ كما طُلِب مني ، اغلقتُ الباب بهدوء ، و أنا مازلتُ على حالي متوترا و مذعورا بسبب ما أخبرتني به الخادمة.

كيف لا و أنا أرى مستقبلي الدراسي يتهاوى أمامي . استجمعتُ شتات نفسي و سألته :

-أعتقد أنّك من أنقذني يومها !!
-و أنت جي كي فتى المسيرة !

هل اُباركُ لك لأن مسيرتك حقَّقتْ أهدافها ؟
أومأتُ برأسي ، و لكن إهتمامي في هذه اللحظة لا يتمحور حول المسيرة ، نجاحي في دراستي استهلكَ تفكيري بالكامل فقاطعته :

- أرجوك هل سيعود الدكتور مين يونغي قريبا ؟
- ما علاقتك به ؟ ردَّ بوجه لم أفهم تعابيره ، و لم أفهم ما يرمي إليه بسؤاله و لم أحاول أن أفهم

- إنه استاذي ، من المفترض أن اسلِّمهُ بحثي اليوم ، كان قد ضربَ لي موعدا الساعة العاشرة و لكني كما ترى متأخر بساعة كاملة

أقسمُ أن الأمر فوق يدي ، لقد عاد أخي الذي لم أره منذ فترة طويلة من السفر ، سهرنا الليل كله فعجزتُ عن الاستيقاظ أبكر .

إنها الحقيقة بدون تزييف بدون مايكاب ، لن ٱقدِّم مبررات واهية ، و لكنه خطئي الأول .

انا بالعادة جَدِي جدا عندما يتعلَّقُ الأمر بدراستي ، و لكن الخادمة اخبرتني أنه يرفض إستلامه ، سأخسر العام.

مقياسه مهم جدا ......... آسف جدا لا أدري لماذا اُزعجك بقصتي ؟

فأجابني بصوته الذي يُثير الغرائز الدفينة الخامدة في الأماكن المظلمة في داخل المرء ، لم أفهم لماذا تزعزع كياني عندما تكلم بنبرة مثيرة :

- هممممم إذن فأنت طالب طب ! مثير للاهتمام ، أما بالنسبة لمشكلتك فأعتقدُ أنها عويصة ، و أنت في موقف لا تُحسَد عليه .

يونغي هيونغ لا يتسامح عادة في أمور مماثلة ، المواعيد عنده مُقدسة كالعبادة

ثم أردف : إنه صديقي منذ زمن ، و أعتقد أنك في مأزق نوعا ما أيّها الجميل
اقتربتُ منه بيأس ارجوه :

- يبدو أني و بكل وقاحة سأطلبُ أن تُنقذني ثانية أيها السيد .
أعلم أنك لا تعرفني ، و لا يوجد أي سبب يدفعك لمدِّ يد العون لي و لكن من باب الإنسانية .

في حضن عدوّيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن