في حضن عدوّي

-29-

******قبل 03 أيام من زواج تايهيونغ *******

* مكتب تايهيونغ الساعة السادسة مساءا

- سيدي وصلك طرد ، يبدو أنها هدية .
- أحضريها .

وضعت السكرتيرة العلبة متوسطة الحجم و المُغلَّفة بطريقة كلاسيكية أنيقة أمام رئيسها و غادرت .

قلَّبَ تايهيونغ الطرد الذي كان خفيفا جدا ، ثم فتحه ليجد فيه ظرفا بريديا ، فتحه هو الآخر على عجل ليتفاجأ برسالة من جونغكوك فبدأ يقرأ بلهفة:

صباح الخير او مساء الخير

تردَّدتُ كثيراً قبل الإقدام على هذا الفعل السخيف و الذي سأندم عليه لاحقا بالتأكيد ، لا لشيء و لكن لأنك لا تستحق عناء الكتابة .

إلا ّ أنني فكَّرتُ أنها الطريقة الأمثل للتخلص من قليلك الذي بقيَ بداخلي . و لهذا خطر ببالي أنَّ أفضل حل هو أن أزرعَ ورقة بيضاء بكلمات نابية متنوعة تُساعدني على محوِكَ تماما من عقلي و قلبي ، ثم تراجعت لأن التصرف بوضاعة ليس من شيمي .

لهذا قررت أن أتصرفَ بأخلاقي و أباركَ لك بطريقة حضارية و محترمة، بناء أسرة كُرمى لذكرى أيامنا الماضية ، و التي بفعل فاعل إنطوت ، و انقضى بسبب احدهم ما عقدناه خلالها من عهود ، كانت أشبه ما تكون بحلم فردوس لذيذ إندثر

و لكن و لأني لست جاحدا أو ناكرا للجميل سأستهلها بشكرك

فشكرا جزيلَ الشُّكر لأنه بفضلك قلبي الذي كان طافحا بأحلام سعيدة أنت بطلها ، قد أصبح اليوم خاليا خاويا تقطنه العناكب .

شكرا لأنك سرقتَ ابتسامتي و جرَرتني إلى الشقاء من دون أن اؤذيك.

شكرا لأنه بفضلك بات كُلُّ من يُقبِل على قلبي اعْتبِرُه مشروعَ حب فاشل دون أن أدرسه حتى.

لاتظنْ أنه بقولي هذا انا حزين لأنك ستتزوج ، لم يعد الأمر يعنيلي شيئا ، أنا فقط يحزُّ في قلبي أنه و بعد كل الصعاب التي واجهناها و الدروب الوعرة التي قطعناها و المرارة التي تجرعناها ، انتهى بنا الامر منفصلان بهذا الشكل المهين لي.

لهذا السبب فقط يئنُّ قلبي حزنا و ألمًا و روحي تضطرب فزعا و أنا أراك تبني حياتك و أنا لست جزءا فيها .

يَحُزُّ في قلبي كل تلك الكلمات التي قُلتُها للشخص الخطأ ، و الرسائل التي كنت أضعُ قلبي بها ، و أضغطُ على كل أزراره و أرسلها .

يَحُزُّ في قلبي أنني احببتُك بكلِّي و لم أترُك لي شيئا ، هذا هو المؤلم و ليس رحيلك ، بل الأصح رحيل روحي معك.

ما وصلنا اليه أو ما أوصلتنا إليه ، أحال ضياء قلبي ظلمة قاتمة و نور نفسي عتمة حالكة ، لهذه الاسباب فقط انا نادم .