.
.
.مذكّرات ٢
. .
٣/٢/٢٠٢٢
_____________________________________
كم يَبدو النّوم راحةً، والنّعاسَ حنوّاً ..
حينما تضعُ نفَسَكَ علىٰ نَفَـسِي!. .
حينما تأتيني آخر النّهار!
مليئاً بالتّعب ..مليئاً بالأحاديثِ الثّقيلة، مليئاً بالنّظرات، بالأحزان، وبالخَيبات ..
مليئاً بكلّ ابتسامةٍ حاولتَ رسمَها في وجه كلّ الّذين قابَلتهم طوال اليوم ..
مليئاً بكلّ كلمة دعمٍ قدّمتها، بكلّ يدٍ مدَدتها، بكلّ جواب "أنا بخير!" قُلته بعد سؤال الحال ..
مليئاً بمواساتكَ لأهلكَ، وبالقُوّة الّتي تنتزُعها منكَ لتزرعها بِهم ..
مليئاً بنظراتكَ الحَنونة لوالدتكَ، وبأمنياتكَ في أن تكون بصحّة وعافيةٍ فحسب ..
مليئا بالأتعاب، والأعمال ..
مليئاً بالمُحاولات الجاهدة لارتدَاء لباس القَناعة والرّضا ..
مليئاً هكذا، مُثقَل الأكتاف والرّوح ..
تأتيني لاهثاً، كغريقٍ يطلُب النّجدة، يطلُب هواءً ليستطيع التّنفس!
..
بطبعكَ دوماً تبدُو قويّا شامخاً، لا يهدّكَ شيء حتّىٰ وأنتَ آتٍ نهاية النّهار خائرَ القِوىٰ ..
. .
لكنّها عيناكَ، وأنفاسكَ!
كانت تحدّثني عن تعبكَ، عن حاجتكَ، عن قِسطِ الرّاحة الّذي تنشُده!..
وأضمّكَ لي!
ألتقطُ يدكَ، ثمّ زندكَ، ثمّ أكتافكَ، ثمّ رأسكَ المُثقَل!
وأدفنكَ جميعكَ وسط أضلُعي، راغبةً في أخذِ كل أحمالكَ، أن أهشّها تماماَ عنكَ ....
أضمّكَ لي ..
وأريد أن أحملَ تعبكَ!
وقلبي يخفقُ هلعاً علىٰ روحكَ التّعِبة، أضمّك مثل أمّ لا تملكُ سِوىٰ أن تحتوي صغيرها بكلّ ما لها من ضعفٍ وحنان!. .
أرسمُ وجهكَ بأصابعي، عيناكَ، وذقنك ..
شفتيكَ، ووجنتيك!
ويحادثني عقلي كيف لهذه الوَسامة أن تتحمّل كل ذلك!
وأضمّكَ بقوّة إليّ .. أشدّك
أشعرُ بكَ علىٰ صدري!
وأنفاسكَ علىٰ وقع نبضي تخفق ..
وأسرحُ في سيلٍ من الدّعوات، بأن لا أرىٰ بكَ أذىًٰ ولا تعب!. .
تنامُ مُغمضَ العينينِ مستسلماً، هادئاً .. ومُستكيناٌ
وألاعبُ خصلاتِ شعركَ .
أقبّل جبينكَ طويلاً طويلاً ..وأقرّب وجهي من وجهكَ، وأضمّ نفَسي علىٰ نَفَسكَ ..
أستشعرُ القُوّة والأمان.وأخيراً أنام ..
أقصدُ ننام ..
"ننام نَفساً علىٰ نَفَس!"💚
أنت تقرأ
خواطر طويلة العنق
Truyện Ngắn-أكتب، كما لو أن لا أحد يرى، لذلك لا أهتم لمظهر الخدوش على واجهة كلمآتي. -لا أكتبُ عنّي أنا أكتبُ عن شخصٍ يشبهني شخصٌ وحيد.. يشعرُ بالهواءِ الباردِ الذي يدخلُ قلبَهُ ويخرج ولا يعرفُ كيفَ يقولُ لكم ما يشعرُ بهِ حينها ليس الألم، لا يستطيعُ أن يقولَ...