كـَأميرةٍ مفقـُودة؛
كـَطفلَةٍ بريـئَة؛
كَـلحنٍ شجيْ؛باشتياقٍ، بحَنينٍ، بعميقِ الحُب ...
تحت زرقة السّماء الصافية ليلاً؛
على ضفاف نهر عذبٍ المياه؛
برِفقة قطٍّ ظَريف؛أوراقٌ ملوّنة؛
أقلامٌ مزركَشة؛
لُصاقاتٌ لطيفَة؛تحت ضَوء القَمر؛
نجومٌ متلألئَة؛
رائحةُ التّربة المنْعشة؛
كنتُ دائماً أتصرّف كـَأميرَة؛
أفرشُ فستانِي الورديّ حولِي قبْل قُعودِي؛
دائماً أحملُ الورُود؛
أنثرُه على حدودِ فستانِي الحريرِيّ؛أحرّر خصَلات شَعري اللـّيليّة؛
أربطُه بقلمِي المفضّل بعبثٍ؛
نسماتُ الهوَاء الرّقيقة تشَاكسُ عُنقي الطّويل؛
عينيَّ السوداويْن؛
لؤلؤٌ يلمعُ بهما من حينٍ لآخر؛موسيقى كمانٍ هادئةٍ؛
صوتُ انسياب مياه النّهر؛
هبوبُ رياحٍ لطيفة؛
سماءُ ليلٍ صافِية؛إنّه الإلهَام .. !
في هذه اللّيلة؛
ليلةُ عيد ميلادِ الأمِيرة المفقُودة؛
شعبُ المملكَة؛
الملكُ والملكة؛
يصنعون مصابيحَ متلألئة،
يتمنّون أمنيةً؛
يطلقونها في السّماء القاتمة؛
تضيء الكَون كـَأجرامٍ سماويّة لامعة؛أغوصُ في عمِيق دواخلِي؛
صَدى الموسيِقى يقرعُ طبُول قلْبي؛
النّسيم العلِيل يجعَلني أترنّح؛
تخدّرت أحاسِيسي؛
ثمّ أغادِر العالم؛
بركةُ دمٍ أحمر؛
قدميَّ الحافيتَين؛
ثوبِي المتطايرَ؛
شَعري الأسوَد؛راكضةٌ؛
خائفةٌ؛
بائسةٌ؛أنزلقُ من أعلَى الهضبة؛
صفحةٌ بيضاء؛
أغمضتُ عينيّ؛صرخةّ؛
إنّها النّهاية؛فجأةً؛
توقّفتِ الدّحرجة؛
توقـّف الصّراخ؛
هدوءٌ فقط؛صلابةٌ تلامسُ قدميّ العاريتيْن؛
صدمةٌ؛ناقوسُ ساعةٍ قديمة؛
الوقتُ يضيقُ؛لمعتْ في ذهنِي فكرَة؛
لمحتُ بركةَ الدّم الأحمَر قريبةً؛كـَراقصةِ باليه؛
كَـعاشقةٍ غامضة؛
كـَطفلةٍ لا تعرفُ شيئاً؛قفزتُ؛
تراقصتُ؛
تنقّلتُ؛
وجريتُ؛ثمّ وصلتُ إلى البِركة؛
قفزتُ بكلّ قوّتي على وقع التحَام الموسِيقى؛
اِنغرستْ قدميّ بالدّم؛
وتلطّخ ثوبي الشّفاف باللّزوجة الدّمويّة؛أغمضتُ عينيّ؛
شعرتُ بجناحيَّ يحلّقان؛على الصّفحة البيْضاء؛
رستْ سفينةُ مشاعِري الثّائرة؛لامستُ البيَاض؛
بقدميَّ الملطّخة؛قفزتُ بألمٍ؛
تراقصتُ بحبٍّ؛
تمايلتُ بقهرٍ؛وأنا أخطّ معالمَ أمنيّةٍ؛
بحركةٍ سريعة؛
و التفاتةٍ تلقائيّة؛
و دورةٍ رشِيقة؛أخطّ الأحرُف بطرفِ قدمِي؛
أضَع النّقاط بأصبُعي؛صفعةٌ بخصلاتِ شعري الملطـّخة؛
أرسمُ ظلالَ الكلمات؛وأنا أسطّر ملامحَ أمنيّة؛
ومن ثمَّ حلّقَتْ في الفضَاء؛
انقشعَ الظـّلام؛لمحتُ الأمنيّة؛
"لقد جفّت الأشواقُ حتى كأنّما
سمعتُ إرتطام الدّلو في بئرِ خاطري .."
"أرجوكَ عُد"
اِنتفاضةٌ؛
عدتُ لوعيِي؛
المكان نفسُه؛
النّهر، السّماء، الموسِيقى، القطّ، النّجوم؛
الورقَة، القَلم، يديَّ؛ذلكَ البياضُ؛
تلكَ الكتَابة؛
تلكَ الأمنيّة؛نفسُها، نفسُها؛
بدلَ الدًم قلمٌ أحمر؛
بدَل أصابعِ قدميّ، أصابعُ يديً؛
بدلَ فستانِي المتّسخ، منديلٌ؛نفسُ الكلمَات؛
"لقد جفّت الأشواقُ حتى كأنّما
سمعتُ إرتطام الدّلو في بئْر خَـاطري ..."
"أرجوكَ عُد"تنهيدةٌ؛
عانقتُ حافّة النّهر بقدميّ ويديّ معاً؛
أحدّق بالأفُق؛أمسكتُ الورَقة؛
ملئتهَا وروداً؛
رفعتُ المصْباح؛أغمضتُ عينيَّ؛
تمنيّت الأمنيَة؛
أفلتـّه؛حلَّق عالياً؛
تلألأتِ السّماء بالمَصابيح؛
غادَرَني؛لربـما الأمنيّة تصل إلى صاحِبها .. !
#طويلة_العنق
أنت تقرأ
خواطر طويلة العنق
Short Story-أكتب، كما لو أن لا أحد يرى، لذلك لا أهتم لمظهر الخدوش على واجهة كلمآتي. -لا أكتبُ عنّي أنا أكتبُ عن شخصٍ يشبهني شخصٌ وحيد.. يشعرُ بالهواءِ الباردِ الذي يدخلُ قلبَهُ ويخرج ولا يعرفُ كيفَ يقولُ لكم ما يشعرُ بهِ حينها ليس الألم، لا يستطيعُ أن يقولَ...