بقلبِ أم! 💚

41 1 1
                                    

مذكّرات ٣

.
.
.

٢:٠٣
.
.

٠٧/٠٢/٢٠٢٢

_______________________________________

بقلبِ أم!

.
.
.

أحملُ بداخلِي قلبَ أمّ لا يتوَقّف عن الخوف، ولا عن القلق، ولا حتّىٰ عن الترقّب!

. .

يحملني الشّك أحياناً، كيف أن يتّسع قلبي إلىٰ هذا الحدّ وأنا لم أنجب بعد!
أقصدُ بشكلٍ حقيقيّ وملمُوس . .
لأنني أشعر وكأنني عشتُ مخاضَ ولادة، وآلام، وثمّ نزيفٌ وإنجابٌ حقيقيّ!

. .

أسألُ نفسي مَتىٰ أصبحتُ حامل! وكيف!
ولماذا!
ولا أدري . .
ما أعلمه فحسب أنني أصبحتُ فجأةً أمّا . .
مهما حاولت التّظاهر بأنها بخير، إلّا أنها عبارة عن محرقًة لا يتوقف حطبها عن التّكاثر . . لأجل ولِيدها!

. .

أحزنُ لحُزنه، أقلقُ لقلقه، أمرضُ لمرضه، أجزعُ لجزعه!
وآه من العجز!
العجز حينما أشعر أنه ليس بإمكاني تقديم أي شيء للتخفيف عنه!

. .

نعم يحدثُ هذا كثيراً . . مع نساءٍ دون غيرهِنّ!
يُنجبن حتّىٰ وإن كُنّ عُقماً!
تحدثُ هذه العملية تماماً كما تحدثُ عملية الحَمل!
فقط الفرق في أنّ النّطفة في هذه الحالة تقعُ داخل القلبِ وليس الرّحم!
نُطفةٌ غيرُ مرئيّة، وكاملة .. لا تحتاجُ لنُموّ أبداً
تقع داخل القلب، تتشكّل بحجمه وتبقَىٰ . .
ولا تحدُثُ عمليّة ولادة . .
يبقَىٰ القلبُ حاملاً مدَىٰ الحياة . .
مُثقلاً، مُرهقاً . . خائفاً،
وقلقاً لكنّـه سعيد نوعاً ما!

. .

وليس بالضّرورة أبداً الإيمان التًام بأن من حملت في رحمها نطفةً وأنجبت تكون أمّـا!
لكن من حملتها في قلبها من الضّرورة قطعاً أن تكون أمًا!

. .

العديد من الأمّهات بهذا العالم، والكثير من الأطفال . .
لكن الأمومة الحقيقيّة نادرة!

. .

إلًا من حملن النًطفة بقلوبهنّ أولاً ثمّ أرحامهنّ ثانياً!
وفي حالاتٍ أُخرىٰ لا يحتاج الأمر لرحمٍ لتحقيقِ الأمومة . .
يكفي أن هناك قلباً يتضخّم، يتضخّم وتضخًم الحُب!

.
.

مخيفٌ هذا الحُبّ، ليقعَ فينا يجبُ أن يأكل منّا!
ولا يرضَىٰ بأن يتوقف . .
بل يجعلنا بالنهاية نتآكل . .
كأيّ قطعة حديدٍ سمحت للماء بأن يروي جفافها، لكنّه جعلها تصدأُ وتتآكل!

. .

لكن الصّدأ في الحُبّ مرغُوب، بل عليهِ اللّهفة، كلّ اللّهفة!
تجدُ نفسكَ تتآكل وتنتهي . . وأنت سعيد، وأنتَ مُطمئن بل حتّىٰ تشعر بكلّ القوة كامنةً بداخلك!

. .

وهذه معجزةُ الحبّ!
يخلقُ من الضّعف القوة . .
ومن التّآكل الالتئام . .
ومن التّلاشي الثّبات . .

. .

وبقلبِ أمّ يمضي الإنسان المُحِب، سواءٌ رجلاً كان أو امرأة!
مادام قد وقعتْ نُطفة الحُب في القلب، فلا تمييز بينهما . .
كلاهما لديه قلب، وكلاهما يعيشان المخاض، والألم!
وهيهات قد تجدُ في حبّ رجلٍ حنان أمّ وخوفها وجزعها اللّا متناهي لأجل طفلها!
وقد لا تجدُ في قلب امرأة ذرة حنانٍ مالم يقع به حُب!

. .

لأنه الحُب . . الحبّ فقط
إن وقعَ في القلب أثمَـر!

. . .

خواطر طويلة العنق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن