*"أشباحُ الحبّ"*
. .
علينا أن نبتكرَ الحبّ . .
نُتقن صَنعته، ونلتذّ بوهَجه؛
وأن نثق أنّ لهُ كرامة،
كرامةُ الحبّ الّتي تولّدُ لدينا قوّة!
قوّة خارقةٌ قادرةً على تحويلِ الإنسان إلى غيمة . .. .
"في الحمّام!"
" - تيرا را را . .
عندما تضحكِين من أجلي؛
دائماً تكون الضّحكة من داخلك . .
من الّذي يُعطي للحياة لون!
الجميلونَ الّذين يحبّوننا.نحن الكمال في هذه الحياة
ابدئي أنتِ وأنا أكملُ من بعدك . .
لقد وصلنا في هذه المحطّة الى مدينة الحب!
مهما حدث!
لا تتركيني وحيداً؛
ولتبدأ الحفلة عندما تضحكِين
ولتبدأ الحفلة عندما تضحكين . .. .
كان هُناك . .
يدندنُ وعصافير الصّباح، دندنةً غنائيّة مفعمةً برغوة الصّابون وصدى جُدران الحمّام . .
لقد كان مستمتعاً وهو نشيطٌ هكذا، مغمورٌ بسِحر الحبّ العذب . .
أغلق الصّنبور، ومدّ يده خارجَ السّتارة !" هيه! حبيبتي هل أنتِ هناك؟
لقد نسيتُ المنشفة فوق السّريـ . ."
مالبِث أن أنهى كلامه إلّا وراحة يده قد غمرها ملمسُ المنشفة القُطنية . .
علت وجههُ ابتسامة حبّ، وطلّ برأسه من خلف السّتارة:
"أووه شكراً عزيـزتــ . ."
لكن الغُرفة كانت خالية!
استغرب اختفاءها بتلك السّرعة، لوهلةٍ لاحظ تناثر شيءٍ يلمع بالهواء!
أشبه بنجماتٍ ذهبيّة . . وسرعان ما اختفت!
أغمض عينيه قوّة، وفتحهما؛
ثمّ لم يكترث . .
فقد حافظ على ابتسامته وهو يلفّ المنشفة حول جسده، وعاد يُدندن مستعذباً اللّحظة . .
لحظة الحبّ الّتي تغمره .. . . . .
. . . .
. . .
. .
."في المطبخ!"
بمنامتها الصّباحية زاهية الألوان، كانت تقطّع حبّاتٍ من الخيار والطّماطم . .
تلتقطُ زيتونةً وتضعها داخل فمها، تستلذّ نِسمتها الحامضة . .
وترُوح وتجِيءُ بخفّة داخل المطبخ . .
تسخّن الحليب، وتضعُ قطع الخبز داخل التّوستر من أجل تحميصه . .
تفتحُ الثّلاجة وتُخرج كلّ مايستلزم لصُنع فطورٍ مثاليّ؛
جبنٌ، وعصير برتقال!
. . إلى أن رنّ هاتفها فوق المنضدة، التقطتهُ ببشاشةٍ وهي تستقبلُ مكالمةً من والدتها . .
تشردُ ومحادثتها، وتبتعد شيئاً فشيئا نحو الشّرفة . .
لكن الحليب فوق النّار!
والخبز . .
. .
بعد لحظاتٍ . .
"أووه، أمّي!
مهلاً لقد نسيتُ الحليب فوق النّار . . "
تردف؛ ثمّ تُهرولُ نحو المطبخ . .

أنت تقرأ
خواطر طويلة العنق
القصة القصيرة-أكتب، كما لو أن لا أحد يرى، لذلك لا أهتم لمظهر الخدوش على واجهة كلمآتي. -لا أكتبُ عنّي أنا أكتبُ عن شخصٍ يشبهني شخصٌ وحيد.. يشعرُ بالهواءِ الباردِ الذي يدخلُ قلبَهُ ويخرج ولا يعرفُ كيفَ يقولُ لكم ما يشعرُ بهِ حينها ليس الألم، لا يستطيعُ أن يقولَ...