خيالٌ !*

272 1 1
                                        

*لنتخيّل*

نُدفُ الثّلج المتساقطة؛
السّماء الغائمة؛
لفحاتُ البرد الرّطبة؛
رجلُ الثّلج المائل؛
جزرتُه الشّاحبة؛
وملامحه المتجمّدة . .

الكُوخ الخشبيّ؛
الغابةُ البعيدة؛
الظّلام الدّامس؛
عويلُ الذّئاب . .

هبُـوب الرّياح؛
الأشجـارُ المترنّحـة . .
وأثرُ أقدامٍ بدّدت نصَاعة البلاطِ الأبيض !

بين وريقاتِ الشّجر النّاعسة؛
كوخ خشبيّ قديم . .

أضواءٌ مشعّة؛
سقفٌ مثلّث؛
قرميدٌ أسودٌ نائم؛
ومصابيحٌ خافتة . .

صدًى صوتٍ خفيف؛
تلاطُم الأمواج على الشّاطئ البعيد؛
القمرُ المختبئ خلف الغمام؛
النّجوم الضّائعة . .

صقيعٌ قارصٌ؛
خيوطٌ رفيعة بيضاءٌ هبّابة؛
راقصت الخَصر المُنكمش؛
داعبَت الأنفَ الأحمر المتجمّد؛

وأنفاسٌ لاهثةٌ ساخنة؛
أيادٍ مختبئةٌ؛
وأقدامٌ راكضة؛
. . نحو الدّفء !

. .

كان يوماً شديد البُرودة؛
لاحتْ سويعاته القصيرةُ تسابق إصـرارنا في العودة قبل حلول اللّيل . .
لكنّه كان قد خيّم منذ وقتٍ طويل . .

العاصفة هوجاءٌ لا ترحم؛
والبردُ عنيف؛
ثمّ ركضنـا للبحث؛
للاحتماء؛
لشعورٍ واحدٍ بالدّفء من جديد . .

. .

تلاشتْ الغاية وقد خانتنا الوسيلة؛
أقدامٌ تعبةٌ، وأنفاسٌ متقطّعة . .
وأطرافٌ متصلّبة !

. .

قد تذمّرتُ كثيراً، وأطلقتُ العنان لشتائم عديدة؛
على مسمعكَ؛
كنت السّبب في تلك الفكرة الجنونيّة المتهوّرة . .

قرصتكَ بغلّ كثيراً، لكن البرد جمّد أطرافكَ؛
وثبّت تقاسّيم وجهك لتبدُو أبلهاً ضاحكاً . .

في غمرةٍ من الامتعاض اندفعتُ ضاحكةً بدوري؛
لا تجعل المرء يستكينُ على حالةٍ من الصّرامة إطلاقاً . .
يالحماقتك !

. .

ثارت حولنا رياحٌ قويّة، كانت تتدافعُ من كلّ جانب وتسحبُ آخر صمودٍ بقي في رصيدنا . .

خواطر طويلة العنق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن