. .المُؤسفُ أنّ الشّيء الذي تألمتُ منه عِمري كلّه يتفاقم فحسب، وليست لديه أيّة نيّة ليتضاءل ولو قليلاً فقط!
. .
مذ كنتُ صغيرة، لطالما كنتُ أفتعلُ مشكلاتٍ تؤدّي بي للبُكاء ألماً، لا لشيء .. فقط لكي تعانقني أمًي!
لكنها لم تفعل ذلك قطّ ..
علىٰ العكس كانت تجعل من ألمي ألَمين هذا إن لم يتحول إلىٰ ضربٍ عنيف ... .
لطالما رغبتُ في قليلٍ من الحنان فحسب، ربما مشكلتي لا تكون بتلك الأهمية، لكن جدا يهمني كيف قُوبلت من شخص يعني لي الكثير!
. .
يؤذيني أن يُستهان بحُزني، هذا يجعله يتضخّم حتىٰ يبتلعني، وأختنق في لُجّته السّوداء .. هذا وكان الأمر يقتصر علىٰ كلمة حنونةٍ، أو حُضن أو مجرد نظرة احتواء!
. .
لكن كبرتُ، وكبر هذا الحُزن السّحيق معي، كبِر بحجم كل الكلمات، والعناقات التي كان من الممكن أن تواسيني .. هو الآن لا يتركني، بل يتغذّىٰ علىٰ روحي المتعطّشة دوماٌ لقليل قليلٍ فقط من الحنان!
. .
لا يؤلمني أن مشاكلي ليست لها حل، بل يؤلمني حقا أن تُستخسَر فيّ لحظةٌ واحدةٌ من الإنصات ..
. .
حقا يهون كلّ شيء مالم يُهان حزننا ..
وحُزني!
حزني الضّخم جدا أُهين واستُصغرَ بقدر عمري كلّه ..
وهاهو الآن مثل ثقب أسود أصبح، ويبتلع كل أطرافي واحداً تلو الآخر.. .

أنت تقرأ
خواطر طويلة العنق
Nouvelles-أكتب، كما لو أن لا أحد يرى، لذلك لا أهتم لمظهر الخدوش على واجهة كلمآتي. -لا أكتبُ عنّي أنا أكتبُ عن شخصٍ يشبهني شخصٌ وحيد.. يشعرُ بالهواءِ الباردِ الذي يدخلُ قلبَهُ ويخرج ولا يعرفُ كيفَ يقولُ لكم ما يشعرُ بهِ حينها ليس الألم، لا يستطيعُ أن يقولَ...