الآن يا مغرماً بالورود .. !
أجدُ اللّحظة منسجِمةً على وقعِ رقصاتِ الكلمات في حصافتي ..
بخطًى رهيفةٍ رشيقة، تجاذبتْ نحو الورقة إزاءَ عينيّ، تسوقني نحو ارتكاب خيانتي الأولى لكَ ..
قرّرتُ أن أكتبكَ .. !
بعضُ الرّجال نخونهم إذ نكتبهمْ يا مغرماً بالورود ..
فتحويل رجلٍ مثلكَ إلى لغةٍ، يعتبرُ خيانةً نوعاَ مّا ..
رجولتكَ النّادرة أكبرُ من أنْ تحشرَ في سطرٍ، أو تُعتقل بنقطة !
ولكنّني لم أعدْ قادرةً على حبسكَ داخلي أكثر ..
فأنتَ في قلبي عبوةٌ موقوتةٌ، بات التّحكم بها محالاً،
إن لمْ أبح بها، لا أعلم متى تنجبِسُ وتطيحُ بي .. !
إنّي بهذا المعنى أحرّضُ على التخلّص منكَ ..
أرأيتَ ؟ في الأمر خيانةٌ مبيّتة يا مغرماً بالورود ..
ولكنّكَ تعلم أنّني أجبَنُ من فعلها، أجبَنُ من خيانتكَ، أو حتّى محاولة التنصّل منكَ، لأنّي أخشى إن تبرّأتُ منكَ، أن لا يبقى منّي شيءٌ يا أنــا .. !
إنّي وبعد كلّ ما حدث أحاول أن أقفَ على الحدّ الفاصل بيني وبينكَ ..
ولستُ أجدُ غير الكتابة ذريعتي ..!
أعرفُ يا عاشقَ الورودِ إن أكتبكَ، فإنّي بذلك أحمّلُ اللّغة فوق ما تستطيع ..
زرقة البحرِ في عينيكَ أكبرُ من قدرةِ اللّغة، وهذا العمقُ والغموض كلّه يعاش ولا يحكى !
النّحاس فوق عينيْكَ، وحول وجنتيكَ أوسعُ من مساحة الكلام، وتهلّلُ ثغركَ حين تبتسمُ يصيبُ اللّغة بارتباكٍ تامّ ..
ولكنّها سريرةٌ تستحقُّ العناء ..
فكان الله في عون لغةٍ أريدُ منها أن تصيرَ أنتَ ..

أنت تقرأ
خواطر طويلة العنق
Truyện Ngắn-أكتب، كما لو أن لا أحد يرى، لذلك لا أهتم لمظهر الخدوش على واجهة كلمآتي. -لا أكتبُ عنّي أنا أكتبُ عن شخصٍ يشبهني شخصٌ وحيد.. يشعرُ بالهواءِ الباردِ الذي يدخلُ قلبَهُ ويخرج ولا يعرفُ كيفَ يقولُ لكم ما يشعرُ بهِ حينها ليس الألم، لا يستطيعُ أن يقولَ...