هذا اليوم يوبخني .. !

437 9 4
                                    

هذا اليوم يوبّخني ...
يدعوني إلى الإشمئزاز من نفسي ...
أنا أشمئز من هذا النمط الذي اعتدتُ أن أمتطيه بشكلٍ مستمر، لا شيء يخترق هذا الروتين ولا هذه اليوميات القذرة ...
لا شيء يُثير الإهتمام ذات الأشياء تتكرر، وذاتي أنا أُعيد نفسي كلّ يوم، هذا يؤكد بأني لستُ ذات قابلية للتجدد عكس ماكنتُ أظنه، ربما لم أعد أملك رصيدا أوفر من الصبر، لقد استنفذته كلّه في سبيل حياة واحدة جيّدة، لكنني لم أظفر بذلك البتة، وبالنهاية أنا لستُ راضية !

وكأنني قُذفت فجأة بمكان لا أعرفه ولا يعرفني، أبحث عن ملامح مألوفة !
الخوف سيد المكان ... أنشد ابتسامةً بغير قصد تشعرني بالأمان ولو وهماً، التفاتةٌ عابرةٌ ستكون كافية لأشعر بي ...
أمشي أتحسَّس ما تبقى من ثباتي، خشية أن تلوَّن ملامحيْ بخوفي اللعين فتفضحني !
أفكر فيما سيحصل وفيما حصل، أستعد للرفض ولا مانع لدّي في البقاء، حدسي الذي آمنت به مرارًا لم يمكِّني هذه المرة من النجاة ...

تسكنني فتاة أخرى، مختلفة تماما عن ظاهري، تكره وداعتي، تَحتقر جوعي إلى الحنان، وتُكيد لِمباهج الطفلة داخلي كيدا عظيما، أظنّها لن تهدأ إلى أن تُغطي ثيابي النّظيفة بالدَم والرماد، وتحشو فمي بالتراب، وتحول قصوّر أحلامي الشفافة إلى أطلال، وتضرم النيران في حَرير ستائري ، معلنة عدم الإنصياع، أتأكد أنني الآن خائفة أكثر مما مضى، فالأمر يسوء يوما بعد يوم، ثم إن ترويض الشرسة داخلي صار أمرا متعبا للغاية ...!!

بالنهاية أجد أن أحلامي بسطية لا تتجاوز سقف الممكن ‏كـالرغبة في الخروج من حياتي وكأني سأذهب لشراء الخبز، لأعود وأجدني بمنزل اخر وبحياة اجمل وعلى مقاس توقعاتي، ان يكون الامر بهذه السرعة والسهولة، إنه لشيء غريب حقا !!

خواطر طويلة العنق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن