رسمتُـها لتعانـِقني!

153 1 0
                                    


* رسمتُها، لتُعانقني !*

الشّيءُ الوحيد الذي يدفعني للجُنون أكثر من الرّسم؛
هُو عدمُ الرّسم!

. .

من جديد!
السّاعة تشيرُ لمساءٍ كئيبٍ، وقلبٍ مكسورٍ لا يقوى على الحبّ؛

. .

لطالما كنتُ أخشى الوحدة، لكنّها الوفيّة الوحيدةُ لأيّـامي . .
تبقى، ولا ترحل!
وكعادتها انفردت بي نهاية يومٍ مُريع!
لا نوم . . ومزيدٌ من الأرق

.
.

وثمّ؛
سارت بي الرّغبة نحو النّافذة، جعلتها بيدي مفتُوحة، ومن ثمّ سمحتُ للرّياح العاتية بأن تحتضنَني . . رياحُ ديسّمبر القارصة!

. .
أغمضتُ عيناي بتعبٍ، عندما خفُتَ ضوء الشّمعة الذّابلة على المنضدة!
تماماً كقلبي المُنطفِئ . .

أقحمتُ أصابعي بخشيةٍ داخل جيوبِ بدلتي المنزليّة والدّافئة . .
وأطلقتُ العنان لجحيم الماضي؛ لقد بدى متقلّباً بداخلي كبركانٍ يغلي، أحمر مُشتعل!
ومليءٌ بالغضب . .

. .

وبينما تفاعلتُ والذّكريات، عمّ الضّيق صدري فنفثتُ سرباً من الأنفاس النّارية . .
بدت تتصارعُ والهواء الباردُ
ثمّ سحبتُ نَفساً جديداً، أحاولُ ترويض القلق الذي استعرَ بداخلي . .
لكن عبثاً!
وعند كلّ مساء؛ أنا لا أستطيع سوى الوُقوف والمشاهدة . .
مشاهدتِـي وأنا أتذوّق التّعذيب الملّقن من ذاكرتي . . ومن تلك البقايا الّتي مافتأت تُنغصّ الحياة بكلّ جوارحي

. . .
.
.
.
.
. . .

. . عودة للماضي*

كانت ابتسامتها ساحرةً للغاية عندما كانت الكاميرا بيدي تلتقطُ لها صورةً للذّكرى . .
وددتُ لو أقبّل الصّورة من شدّة هيامي بصاحبتها!
كانت الحبّ، الأمان، التّفاهم
والرّضا . . والحُضن المليء بالحنان
.
.

وحان عيدُ ميلادها؛ اندفعتُ منذُ فترةٍ أقلّب الصّورة نفسها بين يداي، وعزمتُ على رسمها . .
كوني لا أتخيّل أعمق من الرّسم كهديّة للرّوح التي أحبّها!
وعكفتُ على اللّوحة أرسمُ، وأتخيّل . . وأبني قصوراً من الحبّ الخالد!
كنتُ أخطّط لجعل يوم ميلادها، اليوم الأوّل في التحامنا . .
وبكلّ حماسٍ تخيّلتُ أننا وفي قادم الأيّام سنحتفل بيوم ميلادها وزواجنا بنفس اليوم!
وكم سيكون الحدث غامراً !!

خواطر طويلة العنق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن