الفصل الأولتحركت اخيرا بعد مرور ثلاث ساعات كاملة من جلوسها دون حراك وسط حطام المنزل في تلك المنطقة النائية، استقامت بانكسار يظهر في ملامحها و تعب يغلِفُ اطرافها لتردف بهدوء و خيبة كبيرة بعدما مسحت دموعها
" لقد ظننتك الأمان"
جرّت خطواتها مبتعدة عن المنزل الذي أمضت به أكثر من اثني عشرة سنة و هي تتحسس ذاك المفتاح الذي رغم حجمه الكبير نسبيا هي تحتفظ به منذ مدة طويلة معها
بعد معاناة كبيرة أولها تعبها و آخرها تحرش السائق الذي ترجَته لإيصالها لذاك المنزل القابع في أحد أحياء تلك المدينة الصاخبة.
دخلت بهدوء لتتوجه لأقرب أريكة و تتمدد عليها بصمت مخيفأغمضت أعينها متذكرة منزل المعلم كارلوس الذي تركته حطاما بعد أن فقدت السيطرة على قوتها إثر اكتشافها أنّ كارلوس ليس المعلم اللطيف الذي ظنته...
" معلمي مات ...أنا من قتله "
اردفتها بشفاه مرتجفة و هي تغطي وجهها بيديها فموت معلمها على يديها ليس بالهين ..هايريس لم ترد إيذاءه لكنها فقدت السيطرة على قوتها في لحظة غضب ...
القوة التي كان كارلوس نفسه يخشاها فقام بتعليمها كيف تحد منها فقط لا السيطرة الكاملة عليها ..خوفا من انقلاب هايريس عليه يوما ما
و مخاوفه قد تحققت فهو الآن جثة هامدة داخل منزله ولا لوم على الصغيرة هايريس .. اللوم على من أوهمها أنها متحكمة في قوتها تماما و لا خوف عليها ...
" كنت مخطئا
يستحيل أن تكون قوة
إنها مجرد لعنة "" كما كنت أنا مجرد سلاح في انتقامك "
كان هذا آخر ما تمتمت به قبل أن تنام تاركةً الواقع الذي صدمها بحقيقة معلمها كارلوس الذي كان يهيئها لتحقيق انتقامه فقط.
الرجل الذي اعتنى بها منذ تخلي اهلها عنها بسبب تلك اللعنة التي قلبت حياتها رأسا على عقب
المعلم الذي ساعدها على تخطي خوفها و تحويلها من لعنة تسبب الاذى لها و لكل من حولها لقوة تستطيع التحكم بها لفعل ما ترغب به
جميع افعاله في تلك السنين الطويلة لم تكن نتيجة حب او شفقة اتجاهها بل كلها تمهيدا لانتقامه الذي سعى لتحقيقه.
استيقظت بعد عدة ساعات أراحت بها جسدها المنهك لتلاحظ بعدها الغبار الذي يغلف المنزل بطابقيه ..تنهدت لتتفحص كل ركن بالمنزل بهدوء غريب لتهمس بعدها
" كل ركن نظيف، لا غبار بالبيت، كل زجاج لمّاع، كل شيء جديد "
أنت تقرأ
HAYRIS||هايريس
Fantasyهايريس فتاة ذات قوى خارقة عاشت منذ طفولتها رفقة معلمها لتنصدم بحقيقة كونها مجرد سلاح بين يديه ليحقق إنتقامه فما الذي سيحدث بعد إنتقالها لمنزلها وسط المدينة الصاخبة أمضيتُ سنواتٍ أردِد لابأسَ فالآتي أحسَن لكنْ لاَ بأسِي انتهَى ولا أحسَن أتَى 14-02...