رمضـان

28 5 7
                                        

الذي نراه..

أن رمضان يصنع لنفسه هالةً فَخمة، بقلبِ كلّ أحدٍ منّا قبل مجيئه الكريم، هالةَ مكاشفة واشتياق يضمرها الإنسان في قلبه ويعيش بها هونًا متلطّفًا البَوح، محاولًا التحسين الفرديّ و السِّريّ، كلٌ منّا وله ثقوبه، فتشتاقُ شهرًا تردمُ فيه آفاتك والثّغرات.

حينَ تنفرد بك، تعلمُ انّك تحِن، دائمُ الاشتياق لصورةٍ غير ممزّقة الدّواخل، مشرقة الثنايا، لطيفة الأثر، قريبةَ الوُدّ، يملؤك رمضان بحالةٍ فرديّة، حالة إعداد لا إرادي،
حالةَ تحسينٍ مجَرّدٍ من الهوى، مفرّغٍ من كل زلّات القَدَم، هو لا يملك مقياسًا لدرجة التزامك،

لكنّه يخترق قلبك الهزيل ، قلبك التائه ولو كان مقصّرًا أو مُحسنًا لا فرق، ليس أمام مجيئه مقياس! بل هي شيفرةُ الحُبّ، نفخة الله في روحك الأبيّة. وفطرةٌ لا تموت.

ولادة الحنين فيك هي مخاض حُسن دواخلك، ولو كنتَ صاحب ضَعف، فلا يحِنُّ للتّمكين إلا مبتلىً مُتآكل، رمضان يضعك أمام نفسك، تبدأ بإعداد الأفكار وتضمر ألفَ نية للتغيير، تمتلئ شوقًا وكأنّك لم ترَ صيامًا قط، تجد ذاتك مندفعًا بهمّة لا إرادة لك بها وطاقةٍ تتسرَّبُ من ثناياك ورونقٍ لروحك لم تعهده من قبل. 

كأن الله من يدفَعُك إليه وكأنّه -سبحانه- المشتاق!

اجراس العودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن