من المعاني الجامعة التي تُغيّر تفكيرك، و تُريحُك في هذه الدنيا، وتحفظ كرامتَك : أن تعلم أنّ (المتغطي بالناس عُريان)
في أي باب من أبواب الحياة
وليس معنى (عريان) محصورًا في أنهم سيتخلَّون عنك ويخذلونك.. هذا وارِدٌ جدا..لكني لا أقصد هذا المعنى هنا، لكن أقصد معنى أشمل:أنك بقدْر ما تتغطى بهم ستتعرّى..من كرامتك، من خُلقك، من حيائك... وغير ذلك، ضريبةٌ وستدفعُا حتمًا.. فالحاجةُ أُمُّ التنازلِ والمهانةِ وكسرةِ النفس والتصنُعِ والتكلُّف، والتجمُّل والكذب والمُداهنة والنفاق .. الخ
- فبقدْرِ ما تستطيع ماتتغطّى بحد..-فبعد الاستعانة بالله، اجتهد أن تقوم بنفسك، وأن تُقِيم نفسك، وتنهضَ بها، لا تنتظر من يرفعك ويُقيمُك ويأخذ بيدك.
ولا تتوقّف على غيرِك
ليس المقصود هنا أن تُجافي الناس أو تنعزل عنهم أو ألّا تطلب عونَهم فيما لابد منه{فأنت ولا بُدّ مُحتاجٌ بقدْرٍ ما، مادمتَ حيًّا}•إنما المقصود: أن تُقلّل حاجتَك إليهم ما استطعتَ.. واقنَعْ بما بين يديك، ولا تمُدّ رجليك إلا بقدر غطائك
وإذا أردتَ شيئا زائدًا فتحرّكْ له أنت، ولا تعتمد على حركةِ غيرِك
وتحرَّ بحاجتِك أصحاب المروءة لا تُحوِجْ نفسك للئيم مهما كانت ظروفك
ولا تفتح على نفسك أبوابًا تُحوِجُك أو تُذلَّك أو تجعل لهم مِنّةً عليك أو تفضُّلا
واعلم أن الغِنى =غنى النفس، استغناءُ النفس
(ومن يستعفِف يُعفّه الله، ومن يستغن يُغنه الله، ومن يتصبّر يُصبّره الله)•والنفسُُ اذا اعتاد السؤالَ والحاجة فلن تشبع، ومن يهُن يسهل الهوانُ عليه..
و النّفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها فإذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
-ولا يَرْجُوَنَّ عبدٌ إلّا رَبَّه، ولا يَخافَنَّ عبدٌ إلا ذَنبَه
-ومن بات آمنًا في سِربِه، مُعافى في جسده، عنده قوتُ يومِه، فأيُّ شيء ينقصُه، وأي شيء يتحسرُ على فواتِه؟!فاللهم ربنا أغننا بفضلك عمّن سواك.
ولا حول ولا قوة الا بالله
