هـات يدك

23 5 8
                                        

دعني أصارحك فلا تحزن ! لن تكون يومًا يوسُف بـ ذاته فلا تقلق ، لن يسجد لك أحد عشرَ كوكبًا ، لن يأكلك ذئبٌ كاذبٌ و ترَ على قميصك دمه ، لن تكون بـ ذات البئر والقصر ، لن يُقَـدَّ قميصُك و يُظلمُ قلبُك ، وتدخل سجنًا فيهِ رؤاك . 

لكن ..
لو أردتَ قياسها على نفسك . فأنت ترَ حياة يوسُف فيك . تعيشها كل يومٍ ولحظةٍ بـ إتقان .. تراودك الحياة عن نفسك ، تقُدّ قميصك تعبًا ، تسجنك بـ فكرةِ اليأس وأنت أسيرٌ لـ هواك ما لم تقُم . ، تضعُكَ في بئر الانتقاد المظلم ، وما إن أحنيتَ ظهركَ ساعةً فلا قصرٌ أمامك و لا وصول .

يطرحوكَ أرضًا يتركوك فردًا يجعلوكَ نِدًا ولا يؤمنون بك . في وسط بئركِ كان حبلُ الله ممدودٌ ما انقطع ولكنّك لَم تُبصر . خدعوكَ حينَ رسموا دربك بـ دمٍ كاذبٍ وقميصٍ لا يليقُ بك . ما كنتَ يومًا تشعر بـ عظيم الحياة حينَ انتظرت من يأخذ بيدك ، يقوّم ظهرك ، يصوّب دربك . وأنت تعلمُ ان الدمَّ كاذبٌ وقميصُك ما اهترأ . إيّاك أن تظن أنّك مهترئ !!

انظر لـ حياتك من جديد . كم هدّك شوقٌ لـ نفسك ، كم انتظرتَ جمال الأمل وقوة العمل ، كم حاولت أن تكون الأفضل . لكنك خُذلت .. اما اكتفيتَ ؟  مُت عنهم وانتقل لله وحده . واربط نفسك بـ غير زائلٍ تخرج من بئرك لـ قصرك سائرًا جبلًا بكل قواك .

من كان يظنُّ أن البئر بداية القصر وأنّ الدمَّ مرتبطٌ بالوصول . وأن السجن تهذيبُ نفسٍ توّاقة ودعوةٌ لـ زرعٍ لا يموت .. وفتنةٌ راوَدَت قلبًا استعصم بالله فـ انتصر .. وروحٌ هدّها الفراق وعينٌ من حُزنها أنَّت ! ولكنّ الله لا يخذل من صَدَق . كتفٌ يضمّك فلا تبتئس ، ورحمةٌ تجمع عليكَ ما افترق .

وحينَ آوى إليه أبويه أبلَغَكَ همسًا أن الذي زرع النبض ما ودّعك . 

ضُحى يوسُف ، شرحٌ لـ صدرك وفتحٌ قريبٌ ما إن استعذت بـ ربّ النّاس وقرأت على القلب الفلق ، واستعنتَ بـ الفرقان حُبًا وسرتَ بآيِ العلق .
فـ امضِ يا يوسُف الحياة إن الدّرب لك ..

اجراس العودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن