سمعتهم يتحدثون عن الحب.. و يغنون للحب.. و يحلمون بالحب.. و يتكلمون عن الشفاه و الخدود والنهود، و يرتلون التسابيح في جمال لبنى، و يركعون على أعتاب لمياء، و يسجدون في محراب ليلى..
فلمّا حدثتهم عنك يا إلهي أشاحوا بوجوههم عني، و كأني أزعجتهم من حلم. و ما دروا أنهم ما سجدوا إلا في محرابك، و ما سبّحوا إلا لجمالك، و ما ركعوا إلا لك، و إن جهلوك و أنكروك و كفروا بك.. فما ظهرت المحاسن إلا عنك، و لا بدت الجميلات إلا بجمالك، و ما سحرتهم ليلى الا بمفاتنك، وما اسكرتهم العيون إلا بسرّك، و ما أذهلهم بالحق إلا وجهك.. فما ثم إلا وجهك.. تقدس وجهك عن الأسماء. و من هي ليلى ولبنى وسعدى ولمياء ؟ إن هي إلا أسماء نقشتها رياحك على بحرك، و غداً تنقش لنا أسماء أخرى و أخرى.. و كلها إلى زوال، و أنت أبداً إلى بقاء . يا بحر الجمال والمحبة..والذين عرفوك وعبدوك واحبوك، وغرقوا فيك وحدك قد احبوا الحب الجميع المجتمع ورشفوا من البحر كله، وسبحوا في الباقي، واعتصموا بالحي وسجدوا للحق، وركعوا للموجود ابدا ودائما سبحانك يامن له الحب كله..#مقتطفــة مفكـر