كوكبـة راقية

21 5 18
                                    

لقد عاشت المرأة المسلمة في الرعيل الأول كالطود الشامخ، بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم على العفة وفضائل القيم ونصرة الدين. كرست جهودها واشتغلت بصناعة الرجال وتربية الأجيال، تعد القادة وتخرج السادة، تعيش الدنيا بالدين، في انسجام تام مع مبادئها، حريصة على العلم، مُجِدّة في العمل.


وهكذا ينبغي أن تكوني اليوم وغدا، ثابتة على أصولك، محافظة على صبغتك: صبغة الله التي فُطرت عليها، فطريقك واضح، ومهمتك محددة، ووجهتك معلومة.
فاكتبي تاريخك اليوم بيدك، ولا تنسي أنك ستقرئين كتابك بنفسك بين يدي ربك عز وجل: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ}

أضيفي اسمك في سجل من صنعوا التاريخ من الرجال والنساء. أولئك القوم الذين زكّاهم ربُّهم ، وزكّاهم نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، على طريقهم تسيرين وبهم تقتدين، مثل: أبو بكر، وعمر، وعلي وعثمان، وباقي الصحابة المرضيين.
وأمهات المؤمنين: خديجة وعائشة وحفصة وغيرهن من العفيفات، الطاهرات، التقيات، المذكورات في لوائح الشرف.

قال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
تزكية من رب العالمين لهذه المرأة التي تمكّن الإيمان من شغاف قلبها، وأورثها يقينًا راسخا بالله وما عنده، زاهدة في الدنيا وزخرفها، لا تخشى أي قوة من قوى الظلم، وقد كانت تحت فرعون أطغى أهل الأرض وأكبرهم عتوا. 

فأي فخر وأي عز يمكن أن تشعر به  كونها مسلمة تنتسب لهذه الكوكبة الراقية!
 
جاء في الصحيحين: [كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ غَيْرُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ وَآسِيَةَ امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ].
فلما نطالع سير تلك العظيمات، نلاحظ أننا لسنا في فقر من القدوات، ولكن فقرنا يكمن في إبراز تلك القدوات واتخاذها نموذجا يحتذى به، ومنهجا نسير عليه.

اجراس العودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن