- الزَّمن .. الآن
- المكان .. في عقلكعند أول جرح فيكَ ما زال يشغَلُك .. و عن يميني أبوابٌ أخرى .
قالوا " إن أول شيء من كُلِّ شيءٍ لا يُنسى " فـ لنقل أنك تحاول النسيان . و انظر إلى تلكَ التجارب التي تلت هذا الجرح . في عقلك أبوابٌ مختلفةٌ من الجراح .. أتُراكَ اعتدتَ أم أنَّ الباب لا ينغلق ؟ما أنتَ عليه الآن ما كانَ لولا ثقوبٌ أحدَثَتها جراحُك ، ولولا سقطاتٌ متتالية و عثراتٌ و ألم .. لن أردّد عليكَ أنّكَ نايٌ تعزفُ من كُثر الثّقوب .. لا ! بل أرى أنّك بناءٌ ما زال يكتمل ، جبلٌ ما زال يرتفع ، و روحٌ تائقةٌ لا تنطفئ .
كم مرّةٍ قلتَ هيَ مصيبةٌ لن تزول و زالَت ، لن تختفي واختَفَت ، لن تنتهي وانتَهَت
كلُّ وقتٍ مـرَّ عليكَ مُـرًا .. قد مَر ! وفي كل فراغٍ تبدأ ساعة الجراح تُتكتك لك .. لكنَّكَ تعشقُ البكاء على أطلالك أنت . على قديمٍ أصبَحَ صورةً في ألبوم الذكريات فيك . كُلُّ كسورك أصواتها داخلية ، لا تُرى بل هي تُعاش والصعوبة تكمُنُ في العيش مع جرحٍ نزف منكَ حدَّ التّعب . لكنّك ستعيش به وفيه ، و منه ستنطلق ! سيكونُ خطوتُك الأولى . بل سيكون خط البداية الأبيض .جيدٌ أنتَ في تخيّلِ نفسك كل ليلةٍ قبل النوم وسيئٌ في تحقيق ذلك في الصباح .. أحاديثُكَ مع سقف غرفتك رائعةٌ إن اكتملت بـ إنزالها إلى واقعٍ تحياه .. وكلُّ تغيير في الحياة يسبقه خيال .. لا تتخيّل يومًا أنّك ستكونُ يوسُفَ بذاته ، لكنّك تحاول الخروجَ من بئرك إلى قصرك مارًا بـ نار إبراهيم خارجًا من كهف الحياة إلى أصحاب الجنّتينِ مُتعلمًا في رحلة موسى و الخضر . كلُّ تجربةٍ مررتَ بها كانت لِبِنةً تُقَـوِّمُ البناء ، و مسمارًا يُدَقُّ في سفينة قصّتك يَحولُ بينك والغرق ! كلُّ ألمٍ فيكَ شراعٌ يُحدّد وجهتك . و دربُكَ صعبٌ لا يُطيقُهُ المهازيل .. أسألت الله يومًا أن يُقوّي ظهرك و يُشعل شمعتك ؟
أنتَ أسيرُ هواكَ ما لم تطرحهُ أرضًا أو تلقيه في غيابتِ الجب ! كلُّ الصغائر في دنياك تهزمك ما دُمت منهزمًا أمام شهوتك . ألم ترى أنها سببٌ في هوان همّتك ! كبرتَ أنت و طفلٌ فيكَ لم يكبُر ما زلتَ حالمًا .. تكتم في نفسك أكثر مما تُبديهِ وتُخفي ما لا ترويهِ و تزرع أمرًا وبالسِّرِ تسقيهِ ، أما آن لكل ما فيكَ أن تُحييهِ ؟
أنتَ لستَ صورةً تنتظر إعجابًا وتطير باللون الأحمر ، ولستَ حرفًا ينالُ المدحَ وينتشر ولا أنت بعدد الأصدقاء منك والمتابعين .أنتَ في سوادك الذي لم يرَ النور حتى اللحظة . في كلُ دعواتك التي ابتعلتها شوقًا وقلت " يا رب ، وأنتَ تعلم " أنتَ وتينٌ يحفظ قلبك ، صديقٌ يُلبّي حُبّك ، نصفٌ يكمل نقصك ، أنتَ درسٌ لم تأخذه بعد و امتحانٌ يصارع نفسه .. أنتَ كلّ مِرآةٍ نظرتَ لها في الصّباح وضَبَطتَ نفسك على تردد الآراء .. متناسيًا رأيَ نفسك .أما آنَ لـ ضحاكَ أن يُشرقَ رعدًا ينشُدُ النّورَ صادحًا بـ الشّرحِ معلنًا فرقان الحياة فيك
واضعًا خطوةً أولى في عصر قيامتك ..المكان : هنا
الزمـن : الآن .. هذه اللحظة
المطلوب :- قـُـم
