"اللهم عليك أتوكل وبك أستعين، وفيك أوالي، وإليك أنتسب، ومنك أفرق، ومعك أستأنس، ولك أمجد، وإياك أسأل لسانا سمحا بالصدق، وصدرا قد ملئ بالحق، وأملا منقطعا عن الخلق، وحالا مكنونها يُبَوِّئ الجنة وظاهرها يحقق النعمة والمنة، وعاقبة تنسي ما سلف، وتتصل بما يتمنى ويتوكف.
وأسألك اللهم كبدا رجوفا خوفا منك، ودمعا نطوفا شوقا إليك، و نفسا عزوفا إذعانا لك، وسرا ناقعا ببرد الإيمان بك، ونهارا مشتملا على ما كسب مرضاتك، وليلا حاويا لما أزلف لديك.
أشكو إليك اللهم تلهفي على ما يفوتني من الدنيا، وانقيادي في طاعة الهوى، جاهلا بحقك، ساهيا عن واجبك، ناسيا لما تكرر من وعظك وإرشادك، وبيانك وتنبيهك، حتى كأن حلاوة وعدك لم تلج أذيني، ولم تباشر فؤادي، وحتى كأن مرارة عتابك ولائمتك لم تهتك حجابي، ولم تعرض كل أوصابي.
إلهي، إليك المفر من دار منهومها لا يشبع، ومسهومها لا ينقع، وطالبها لا يرتع، وواجدها لا يقنع، فالعيش عندك رقيق، والأمل فيك تحقيق".