١ - أسود من قرن الخروب

1.4K 56 8
                                    

لا تيأسوا من روح الله 🎀🌼
.

.
.
.

🌸صلوا على رسول الله 🌸
.

.
.
.
*****************************

-"ماذا أفعل بها؟ سيقتلها بدون شك."
تحدثت السيدة وهي تتلفت حول ذاتها باحثةً عن أي مأوى، تلتجئ إليه هي وطفلها الرضيع، الذي تحملها بين يديها

تترقرق الدموع بين مقلتيها، تبحث وتبحث وما من ملجأ ولا مأوى تلتقته عيناها ولو بصدفه

وبعد وقت ليس بهين رأت إحدى البحيرات التي تبتعد عنها ببعض الأميال، فقررت الذهاب إليها حتى تتجرع منها القليل، وتمسح على خصلات طفلها الرضيع، فشوب هذا اليوم كان قاسي

نظرت في المياه، رأتها صافية لدرجة أنها ظنت أنها تنظر لمرآه وليس لبحيره، كانت هادئة وبها بعض الأصوات المريحه للذات

ترجعت القدر الكافي، وحمحمت بها الطفل، ثم بدأت برضاعته ناظرة للأعشاب الصفراء، التي تطغوا الأرض، والسماء المليئة بالسحاب، كل واحده منهم تحمل شكل غير الأخرى، تبسم الطفل لوجه أمه، فبادلته صدق الإبتسامه، متمعنة بشكل رضيعها بين ذلك البستان الذي أمامها، كانت بالنسبة لها أفضل لوحة رأتها عيناها

-"ستكون الطفل الذي لا يستطيع هزيمته أحد، ستكون الأول والأخير، فلم يأتي أحد قبلك، ولن يأتي أحد بعدك، أنتَ بين الضلوع تسكن، وبين الجفون تُرى، أنتَ طفلي أنا فقط، ولا لأحد الحق بكَ غيري..."
تحدثت المرأه بينما تداعب خصلاته بلطف حنون

غفت الأم وإبنها، بين أجواء الغابة الهادئة، المريحة للأعصاب، حتى إستيقظت تنظر لجانبها لم ترى الطفل، فقامت فزعه تبحث عنه، فوجدته أمامها، يلعب مع بعض الطيور الذي تطوف حوله، كان يبستم للطيور ثم لأمه

أخرجت زفيرًا حامدًا لعدم حدوث ما هي تهرب منه من البداية

حملت الطفل، وبدأت تجولها، باحثة عن أي مأؤى مره أخرى، حتى وجدت بيت على بعد أمتار، فركضت إليه، وبدأت الطرق على الباب، حتى فُتح بواسطة رجل يبدو عليه أنه في بداية سن الكبر، تبسم وفسح لها المكان لكي تدخل

تعجبت السيدة، فإنصاعت لداخلها بالدخول، حتى دخلت وبدأت بالحديث بأدب:
"هذا طفلي، وُلِد منذ يومان، لكن أبوه لا يريده، وأراد قتله، فهربت منه، ولم أجد مأوى، فأطلب من نزاهتكَ يا سيدي أن تسمح لي أن أمكث هنا لقليل من الوقت حتى تشرق الشمس، فإذا أشرقت لن تلقاني مرة أخرى ولو بصدفه."

-"وُلد منذ يومان !! يجب عليكِ الراحه من مشقة الولاده."
تحدث الرجل بذهول،

حركت رأسها بحرج لا تعلم ماذا تقول، حتى أضاف الرجل:
"أمكثي هنا كما تشائين من الوقت، فأنا عادةً لا أمكث هنا، آتي فقط مره كل سنه، على الأقل، فبيتي الرئيسي ليس هنا بل في فوريا."

'' الحبيبه المُقدره ''حيث تعيش القصص. اكتشف الآن