شجب

-١- عودة و ذهاب.

...
ربما لا نشعر دائمًا بأنفسنا و هي تُسلب منا؛ لتصبح في يد أهوائنا؛ لكن لا بأس سنستفيق في النهاية.
...

في ظل تلك الظروف السائدة على هاذين الأخين فقد أستعدا لإستقبالها جيدًا

لقد عاشا الكثير من الصعاب و تحملا الكثير من الكلام اللاذع ليصلا لتلك اللحظة. نعم؛ فتلك لحظة ميلاد حياة جديدة تمنياها سويًا

تلك اللحظة و هما يقفان في المطار ينتظران عودة شخص أفتقداه كثيرًا، و أستغرق لقائهم سنوات.

وصلت الطائرة القادمة من مطار برلين تيجيل الدولي أخيرًا؛ لينزل كل ركابها؛ لتأخذ تلك الراكبة نفس عميق قبل أن تنهض من مكانها غير مصدقة عودتها لأرض الوطن بعد كل تلك السنوات، و على رغم كل هذا هي لا تضع في ذهنها شيء من الحماس بالعودة.
فقط هي عادت و أنتهى الأمر تتمنى فقط أن تواجه حياتها هنا ببساطة

نزلت من الطائرة، و توجهت تنهي الإجراءات لتخرج من المطار، فهاهي تختم جواز السفر و تعبر داخل البلاد من جديد

بداية جديدة، و حياة مختلفة عن السابقة بجانب شقيقها و شقيقتها أخيرًا.

حياتُها الأن صحية و جيدة بما فيه الكفاية، و تتمتع بالكثير من الأشياء الجديدة

حظت بأستقبال دافئ في عناق شقيقيها كاد الثلاثة يبكون داخل هذا العناق الذي أتى بعد أشتياق كبير لبعضهم

"لم أكن أتوقع أن تلك اللحظة ستأتي" تحدثت هي و عيناها تدمع

"هاقد أتت غزيزتي" تحدث شقيقها يبتسم لها، و يمسح تلك الدموع

"لقد فعلنا كل هذا حتى لا ننتحب مجددًا؛ لذا هيا لنذهب لتناول الغداء على مُحتفلين بعودتك" حدث الفتى شقيقتاه بحماس يسحبهما لتناول الغداء في مطعم فخم قد حجز فيه لأجل اليوم.

منذ كانا صغار تمنى الثلاثة أن يذهبا لهذا المطعم الفاخر و تناول الطعام به مثلما كان يفعل والديهما حينما يلتقون برجال الأعمال؛ لكن داهيون لم تستطع دخول البلاد إلا بعد موت والديها واحد تلو الأخر!

لكن لما سننظر للوراء بعد كل ما حدث معنا؛ لندعهم الأن يتجهون للمطعم يقضون عشاء أخوي لطيف ينتظرونه منذ مدة طويلة

كان عشاء لطيف و هادئ يسوده الدفئ الأخوي الذي يفتقدونه خصوصًا داهيون التي حُرمت منهما طوال عشر سنوات مضت

"هل يمكن أن نمر على متجر بقالة؟" تسائلت داهيون بينما يخرجون من المطعم

"بالطبع عزيزتي" تحدث شقيقها يبتسم لها بينما يركبون سيارته