-٣- انا أسفة ، لستُ أسفة بشكلٍ كامل.

76 11 11
                                    

...
حينما تود التعاطف؛ لكن قلبك لا يود.
...

لم أكن الشخص الذي يحسب حساب أي شيء قبل فعله، و لن أكون. سأظل أفعل ما أريد اولًا من ثم أنتظر التابعات مهما كانت

ربما الأمر ممتع هكذا، و أظن أني لستُ هذا الشخص المسؤول برغم أني كبيرة كفاية؛ لكن لستُ قادرة على تحمل المسؤولية، و أفعل فقط ما يحلو لي

ذهبت للمدرسة، فهذا ثالث يوم عمل لي، و في الواقع العمل كان فكرة جيدة رغم أنه كان من ضمن قراراتي المتسرعة حينما عدت للعيش مع أخوتي؛ لكنه يساعد كثيرًا في ضبط النفس خصوصًا مكانة مرموقة كمكانة المعلم هُنا

كان هناك وقت قبل بدأ محاضرتي لليوم؛ لذا توجهت نحو مكتبي بعدما صنعت كوب من الشاي أتناوله في كوبي الخاص

معي ساعة قبل المحاضرة أتناول فيها الشاي، و أرتب ما سأشرحه لهم، و هذا يعتبر ثالث يوم عمل لي بالأسبوع، و من بعده سأظل في إجازة حتى الأسبوع المقبل، فأنا لا أعطي سوى ثلاث محاضرات فحسب

كان معي في الغرفة شيرو، و معلم اللغة الإنجليزية الذي لا أذكر أسمه، و معلمين أخرين لا أعرفهما

جهزت كل شيء على الحاسوب، و حينما أتى موعد محاضرتي نهضت أتجه نحو القاعة

كانت المحاضرة الثالثة؛ لذا بدأت معهم خطوة جديدة في إنشاء المحادثات باللغة الألمانية، و حتى الأن الوضع جيد، و أظن أني بدأت في إكتساب الود بين الطلاب

أنتهيت من المحاضرة لليوم، و أخيرًا سأعود للمنزل؛ لأرتاح قليلًا ريثما يعود أخواي لنتناول الغداء

الطريق كان لطيف للمنزل حتى لاحظت معلم اللغة الإنجليزية هذا يسير بنفس أتجاهي، و هذا جعلني أشعر بالتوتر منه أعني ما الذي يجعله يسير نفس أتجاهي؟ لذا أستخدمت كل سرعتي للوصول

توقفت أراقبه يقف أمام المنزل المجاور لي، فهدأ توتري، فربما نحن جيران!

"صدفة لطيفة نحن جيران" نطق بها حينما لاحظ تحديقي به

"بالتأكيد لطيفة" قُلتها له بسرعة و دخلت للمنزل

وجدت مارك داخل المنزل يتابع حاسوبه؛ لكنه تركه و نظر لي فور جلوسي بجانبه أبتسم

"ماذا هناك؟" سألني بفضول

حكيت له مع بعض القهقهات "و انا عائدة للمنزل لاحظت أن معلم اللغة الإنجليزية معي بالمدرسة يتتبعُني فخفت بصراحة، و عقلي نسج الكثير حتى أتضح أنه يسكن بجانبنا، و كان عائد للمنزل"

سألني "ما علاقتك بهذا المعلم؟"

"لا أعرفه. حتى لا أتذكر ما كان أسمه" تحدثت مبتسمة ممررة للموضوع

ربما مارك خائف؛ لذا يظل يتسائل عن كل شيء يخصني؛ لكن في بعض الأحيان أشعر بأنه يشك بي، و هذا ربما راجع لقلقه المفرط بسبب كل التجارب السيئة التي مررنا بها؛ لكن في بعض الأحيان أشعر بالتوتر منه، و لازلت أشعر بهذا الحاجز بيني و بينه

شجبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن