شجب

-٩- البطاطا المقلية : تتعلم الحساب.

...
في النهاية أقترب مني النور، و لشدته أعماني.
...

"دعونا نرحب اليوم بعضوة جديدة معنا في الإجتماعات" تحدثت مشرفة الإجتماع تجعلهم ينتبهون لي

"مرحبًا بكم"
"انا داهيون مدمنة متعافية منذ عشر سنوات، و بعد أسبوع سأكون أكملت عامي الحادي عشر" تحدثت مع إبتسامة بسيطة، و أستمعت للكثير من أقوالهم المرحبة، و المحفزء

"داهيون لم تشارك في الإجتماعات كثيرًا؛ لذا دعونا نساعدها لإزالة التوتر الذي بدى عليها، و نستمع لما ستخبرنا به هانا اليوم" تحدثت المشرفة تعقد الإجتماع أخيرًا

"اليوم هو يومي الثالث و الخمسين ممتنعة عن أخذ المخدر، و ربما شعوري الأن صعب أشعر أني تائهة لا أعلم شيء؛ لكن ما كنت أعلمه أني وقعت تحت رحمة شيء أقوى مني، و هو الهيروين؛ لذا أردت أن أكون أنا القوية في قصتي ليس هو"

"لكن الأمر صعب في البداية ظننته سيكون صعب لذا أنكسرت حينما وجدت نفسي ضعيفة؛ لكن أستفقت من صدمتي سريعًا مُدركة أني كنت ضعيفة من البداية؛ لذا حان الوقت لأكون قوية"

"رغم أني خسرت كل من حولي، و لم يعد هناك من يثق بي؛ لكن صدقًا لا أحد يستحق، فأنا من يستحق" كان هذا أخر ما قالته، و أبتسمت إبتسامة لطيفة

هي تبدو فتاة مُراهقة لطيفة، و تداركت الأمر مبكرًا رغم خسارتها للكثير كما تقول؛ لكن من الجيد أنها تفعل هذا لأجل نفسها

"سأتحدث انا" قُلتها بثقة؛ لتومأ لي المشرفة بإبتسامتها اللطيفة

"انا ممتنعة منذ فترة طويلة، و برغم أني مدركة أن الأمر مزمن؛ لكن حتمًا لا أريد العودة لما كنت عليه، و انا بالطبع لن أنسى من هي داهيون القديمة، فهي جزء لما هي داهيون الجديدة عليه؛ لكن هل هناك من هو مستعد لتقبل داهيون كاملة"

"تلك المشكلة تواجهني و بشدة خصوصًا تلك الفترة؛ لذا كنتم ملجئي لأتشارك معكم هذا الأمر اليوم، فنحن أكثر الأشخاص الذين يتفهمون بعض"

"لقد سافرت لألمانيا حينما قررت التعافي حتى أهرب من والدي الذي يريد قتلي، و أبتعد عن علاقتي السامة مع حبيبي السابق الذي كان يريد جعلي مدمنة طول العمر مثله فالإدمان و الأستمرار عليه قتل، فكان يريد قتلي أيضًا، و تعافيت من الإدمان بشكلٍ سريع حتى أني حاولت أن أشارك في الإجتماعات؛ لكن ظننت أني لن أحتاجها، فشاركت لسنتين فحسب حتى أتضح لي حينما عدت هنا أني أحتاجها حتى أتمكن من التعامل مع من حولي"

"لقد عُدت إلى هنا منذ حوالي سبعة أشهر بعد أن كنت قد أستقررت في ألمانيا؛ لكن بالنهاية والداي ماتا، و ظننت أن حبيبي السابق هذا قد تناساني مثلما يتناسى كل شيء بالإدمان، و كان أخي طوال الوقت يتكفل بمصاريفي هناك حتى وقع في ضائقة مالية؛ لذا أقترح أخي أن أعود، و قد وافقت، و تفاجأت كونه في تلك الضائقة؛ لكن انا حقًا لم أهتم، و أردت أن أشارك في المجتمع، و أفعل شيء جديد؛ لذا قررت أن أعمل كمعلمة للغة الألمانية في إحدى المدارس"