-٥- داهيون : لم أتوقع رؤيتك.

73 10 17
                                    

...
حينما تظن أنك فوق هرم السعادة تتربع عليه؛ لكنك في الواقع تجلس داخل غرفتك تتوهم هذا الشعور.
...

وصلت أخيرًا للمنزل أفتح الباب، و بمجرد دخولي وقعت عيني على مارك، و قدمه التي تهتز بسرعة، و ربما بغضب

كان يضع هاتفه على أُذنه يكلم مينا عني، و عن أني لست بالمنزل، و كان يبدو غاضب حتى لم يلحظ تواجدي حينما دخلت

حاولت هنا التسلل دون أن يشعر بي؛ لكن حظي العثر هو يحدق نحوي الأن، و لا أستطيع تفسير تعابير وجهه

"لما تُقلقين قلبي عليكِ طوال الوقت؟" كان هذا السؤال الذي خرج منه بهدوء تام لا يبدو أنه غاضب مني

لا أعتقد أنه سيكون سعيد إذا علم أني كنت عند نامجون في الدار؛ لذا يجب أن أفكر في عُذرٍ جيد حتى لا تتعقد الأمور بيننا أكثر

"لقد سأمت من جلوسي بالمنزل ايام العُطل؛ لذا فكرت لما لا أخرج قليلًا كُنت أحتاج هذا حقًا" تحدثت بهدوء محاولة إقناعه؛ ليذهب هو بهدوء يجلس على الأريكة، و انا جلست بجانبه

"داهيون انا خائف عليكِ و بشدة؛ لذا كوني حذرة في تحركاتك هنا، فأنتِ نجيتي في مرة من يدري ماذا قد يحدث في المرة القادمة" تحدث مارك بجدية، و انا فقط قابلته بإبتسامة

"لا تخف يا أخي، و أمحي من رأسك كل تلك السلبيات، فحتمًا انا لن أكون مثل السابق مجددًا، و اعرف كيف سأحمي نفسي؛ لذا الأمر لا يستدعي كل هذا القلق و حبسك لي و كل تلك الاسئلة التي تطرحها، فالعشر سنوات التي قضيتُها تلك لم تكن هينة حتى أضيعها في لحظة" تحدثت بجدية لعله يطمأن

"انا أثق بكِ؛ لكن العالم بالخارج خطير لا أضمن شيء" تحدث هو شبه منفعل

"إذن فلتحبسني في برج مثل روبانزل يا أخي إن تماشيت مع هذا المبدأ؟" تحدثت انا منفعلة تلك المرة

"ليس هذا ما أعنيه يا داهيون" تحدث بهدوء

"لما جعلتني أترك ألمانيا، و أعود إلى هنا لتحدد خطواتي و تقلق بهذا الشكل؟ هل لأنك لم تعد تتحمل تكاليف إقامتي هناك؟" أنهلت عليه أستجوبه بحدة

"انا لا أمنعك من العودة إلى ألمانيا"
"لقد كان إقتراح مني انا و مينا، و انتِ من رحب به و أتيتِ هُنا؛ لذا أحذري نتائج أفعالك يا داهيون"

رحل من المنزل بعد تفوهه بهذا الكلام المؤذي، و تركني بمفردي احاول إستيعاب ما حدث

ربما الجلوس مع نامجون جعلني حادة مثله، فأنا لم أكن حادة مع مارك هكذا من قبل؛ لكن هو يستحق هذا حتى لو بنسبة بسيطة

شجبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن