-١٧- سامحني كونك كنت مثالي : أسفك لن يُجدي.

38 6 6
                                    

...
تنظر لي عبر نافذتك، و تبتسم بإنكسار، فأنا هي أنت التي غادرت.
...

يدي باتت تنزف من كثرة الضرب على هذا الباب، و لا أحد يجيب، و انا أشعر أني سأموت فحسب

تمددت على الأرض بتعب أحاول أن لا أتنفس، و أن لا أحرك جفوني، و أن لا أبتلع اللُعاب في فمي؛ لكن هذا كله لا يكفي، فأنا لا أتحكم في أعضائي الدخلية، و انا و اللعنة بت أشعر بكل شيء يحدث معي

أشعر به بكل ما تحمله الكلمة من معاني أشعر بعملية الهضم داخل معدتي بمجرد أكلي لأي شيء، و بعملية ضخ الدم التي يقوم بها قلبي

تحريك إصبع واحد لي يجعلني أشعر بحركات عظامي، و إحتكاك العظام ببعضها، و حركة عمودي الفقري، و بات ظهري يؤلمني بشدة

أشعر بحركة عيني داخل محجريها بشدة، و أشعر بتنفسي و هو يدخل لصدري، و كيف أزفره، و أشعر باللُعاب و هو يُبتلع داخل فمي

أنا أشعر و بشدة بسبب إبتعادي عن المخدرات لفترة طويلة، و هذا مؤلم جدًا يُجهد عقلي، و كأني على مشارف الجنون

انا سوف أفقد عقلي حتمًا من تلك المُدة التي أمتنعتُ فيها

أود البكاء كثيرًا؛ لكن أكبح نفسي حتى لا يزيد ألمي، فأنا أشعر بالعين و هي تخرج تلك الدموع أشعر حتى بحكتا مُقلتاي داخل محجراي

ليتني لم أكن أشعر، فهذا أمر متعب و مرهق، و يملئ جسدي بالألم

اول فترة تكون صعبة حيث تكون تتجهز للحرب و تتدرب، و المرحلة القادمة تكون الحرب؛ لكنها حرب بينك و بين نفسك الأنا و الأنا العُليا

بالطبع لن يفتح أحد لي هذا الباب، و المكان محاوط جيدًا حتى لا أهرب لأي مكان، و أخواي يأتيان كل يومان خمس دقائق حسب تعليمات الطبيب

لا يسعني سوى الصراخ حتى أفقد وعيي، و هم يأتون في الصباح يحملونني من على الأرض، و يأتي هذا الطبيب المختل سونغمين يوبخني لأني أرفض أخذ الأدوية و الطعام و أني لا أدون أي شيء في الدفتر الذي أعطوه لي

في الصباح لا يكون عندي رغبة في الأكل عكس أوقات أخرى أشعر فيها أني سوف أتناول أثاث الغرفة الأمر ليس بيدي، و تناول الطعام مؤلم، فأنا أشعر بالمضغ، و الإبتلاع بشكلٍ دقيق

هذا الطبيب مختل لا يعرف شيء عن الصحة النفسية يبدو لي أنه يعمل هنا بالإكراه

"سوف ألقبك بالحالة الميؤس منها إن ظللتي هكذا" الأستاذ مختل يتحدث الأن، و هو يدخل لي الغرفة

شجبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن