مكان احداث الرواية و اسماء الاشخاص و العوائل فيها من وحي خيالي فإذا تشابه أيًا منهم مع الواقع فهي مجرد صدفة...
.... المقدمة....
زخات العرق تجمعت فوق جبينها بعدما انعقد حاجباها قليلا... رأسها تحرك للجانب لتلامس الوسادة بوجنتها التي التصقت خصلات شعرها بها... تأوه خافت للغاية صدر منها لتبتلعه ظلمة الغرفة و يضيع في جوف الخواء حولها... ارتعشا جفناها بضعف لتسيل دمعة وحيدة حارة رغم نومها... ابتلعت ريقها بصعوبة لتنفجر بعده دمعاتها تباعا دون صوت... تململت مجددا لتتجه للجانب الآخر بحركة بدت ضعيفة... و لكن بمرور اللحظات تحول الضعف لقوة ثم اصابتها حالة هستيرية... دموعها تنسكب و جسدها يتشنج ثم صمتها ينكسر ليخرج صوتها مبحوحا معذبا من خلف الأصفاد... صرخات متتالية دون توقف و دون أن تستيقظ... صرخات جعلته بمجرد سماعها يهرول في الرواق و يفتح باب غرفتها ليلج... اصابعه تسمرت فوق مقبض الباب ليحتله الخوف لأول مرة... خوف من أن يراها و تراه... من أن يعكس الليل في مقلتيها عذابا ليس بإمكانه تحمله... لكنه تحامل ليدير المقبض و يلج... و كما توقع أصابه الخوف بالشلل... لا يصدق أنها هي نفسها... بضع ساعات فقط مضت... بضع ساعات اطاحتها من قلاع قوتها لتدعها في مهب ريح ضعفها... اتجه نحو جسدها المنتفض بقلب يتقلص حتى بات ضخ الدم به من أصعب المهام... برزت عروق وجهه و بالأخص جبهته لتوضح تحت أي ضغط هو واقع... من أين القوة لكل هذا؟!... كيف السبيل لتحمل مصاب اصابها هي؟!... هي من بين نساء الأرض!!...
وقف قرب سريرها ليميل يراقب وجهها المتغضن بألمه... و دموعها المسالة بحسرتها... جاهد و وحده الله يعلم كم جاهد ليخرج صوته مختنقا بغصة تنعي ما أصابها من فقدان... همس جوار جسدها المتشنج...
بخفوت خالطه
ندم و ألم...
خسارة و عذاب...
مشاعر متضاربة ضاق بها صدره لدرجة شعر معها بأن
ضلوعه ستنفجر...
قلبه سيتمزق...
و نبضه سيخفت حد الموت...
(ظننت نفسي دومًا قريبًا منكِ كالهواء لكنني الليلة فقط أيقنت كم كنتُ بعيدًا عنكِ... بعيد بُعد الأرض عن السماء)متابعة ممتعة..
يتبع...
أنت تقرأ
لقياك لي المأوى(مكتملة)
Romanceرواية للمتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للمبدعة آية أحمد لُقياك ليّ المأوى خليط من حكايات يعزف لحنها بحر الحياة...بين أمواج متلاطمة تارة و ناعمة تارة أخرى نعيش... و على شاطئ رماله ذهبية تعكس رونق الشمس يحاوطنا الدفء و يتسلل لشرايين الروح قبل الج...