الفصل السادس عشر
رفعت يدها بنزق تضعها فوق عينيها حماية من هذا الضوء الساطع شديد الإزعاج...صدر منها صوتا حانقا قبل ان تنقلب للجانب الآخر تدس وجهها أسفل الوسادة...صوت اختها المتذمر صاح عاليا...
(لا يا مودة هكذا ضاعت عليكِ جلسة التصوير!!)
امتدت ساق مودة من أسفل غطائها تزيح جسد أختها القابع جوارها على السرير تقول بصوت ناعس حانق...
(مسرة أخرجي من هنا و دعيني أنام فلم أنم طوال الليل)
انزلقت مسرة من فوق السرير بسبب إزاحة اختها لها لتقع بقوة أرضا على مؤخرتها...تأوهت بوجع ثم استقامت تصيح مجددا بعبث...
(و لمَ جفاكِ النوم يا ترى؟!!!...آه هل لأن صهري لم يأتِ لزيارتكِ و قد انقضت أيام العيد؟!!)
زمجرت مودة بغضب لترفع رأسها من تحت الوسادة تطالع أختها بأعين حمراء متعبة...شعرها مشعث و وجهها نعس بشكل فوضوي...
(ابتعدي من هنا مسرة)
صاحت مسرة بضحك عالٍ فرفعت هاتفها من جديد تلتقط لأختها العديد من الصور بينما تهتف بكلمات متقطعة من فرط الضحك...
(يا الهي على مظهركِ الآن يا مودة!!!... غوريلا يا فتاة أقسم لكِ)
تأففت مودة لتعتدل جالسة فوق سريرها تضع يدها فوق شعرها تلملمه بوجه حزين...همهمت بصوت خافت مكتئب...
(لم يهاتفني حتى!!...)
اقتربت منها مسرة تلزق الهاتف في وجهها ملتقطة صورا عديدة بينما تسأل اختها بنبرة عادية...
(هل تقصدين صهري؟!... لكنه بالأسفل!)
انتفضت مودة في جلستها كمن ضربها صاعق كهربي...جلست فوق ركبتيها تسأل أختها بوجه متحفز مرتسم عليه عدم التصديق...
(من بالأسفل؟!...تقصدين أيوب هنا عندنا؟!!!)
اومأت مسرة لها و هي منشغلة تماما في هاتفها الموجه لأختها...اتسعت عينا مودة تدريجيا لتسرع في الخروج من السرير تهتف بتلعثم متوتر...
(حقا هو هنا؟!... منذ متى؟!... يا الهي يجب أن اتجهز لكن بهيئتي هذه كيف سأقابله؟!...مسرة تعالِ ساعديني فيما سأرتديه...مسرة!... يا فتاة اتركِ الهاتف و تعالِ)
اقتربت منها مسرة تقول بسخرية عابثة...
(دبَ النشاط فيكِ الآن!!...و ماذا عن الدب البني الذي اتخذ بياته الشتوي فوق السرير منذ أيام العيد؟!!)
واجهتها مودة بنظرة تائهة و كأنها لا تستمع لحرف من أختها...همست بتساؤل مترقب ينتظر الارتواء بمعرفة سبب غيابه عنها كل هذه الفترة...
(كيف هو؟!)
ابتسمت مسرة بمشاغبة تقترب بوجهها من اختها و تسبل اهدابها هامسة بنعومة مصطنعة...
(قمر مضيء جالس في غرفة ضيوفنا)
هزت مودة رأسها نفيا غير مستجيبة لمزح أختها هامسة مجددا بتساؤل...
(لا يا مسرة لم أقصد هذا ما قصدته هل هو بخير؟!...يعني ليس مريضا او ما شابه؟!)
ضيقت مسرة عينيها بعدم فهم كما مطت شفتيها لتقول بعدها ببساطة...
(لا أعرف لكن صهري يبدو بحالة جيدة... ثم لماذا تسألينني أنا ستنزلين له بعد قليل و تعرفين منه كل شيء؟!!)
دفعتها بحركة سريعة تجاه خزانتها قائلة بمرح...
(هيا يا عروس اختاري ملابسك فالعريس ينتظر منذ فترة)
توردت وجنتها لتضفي رونقا مميزا مع بشرتها الخمرية...ضحكت مسرة عاليا تقول...
(يا سيدي على الحب و سيرة الحب)
رفعت مودة حاجبها عاليا تقول لأختها بنبرة مستاءة...
(يا بنت احترميني على الأقل أمام خطيبي!)
ابتعدت مسرة بنظرة عين خبيثة عنها...عقدت يديها خلف ظهرها لتتمايل بنصف جسدها العلوي يمنة و يسرى تقول بصوت شقي...
(سأفعل لكن بشرط واحد و لن ترفضيه و إلا رد فعلي لن يعجبك)
تشابكا ذراعان مودة فوق بطنها تسأل اختها بنزق...
(و هل هذا وقت شروط مسرة الرجل بالأسفل و علي النزول!!)
اومأت مسرة بسماجة تقول...
(بل هذا هو وقته الممتاز... تعرفين استغلال الظروف من انفع المواهب لدى المرء)
تأففت مودة بضجر و قد احتل قلبها و عقلها رغبة رؤية أيوب و اختها اللزجة اختارت هذا الوقت تحديدا للشقاوة!!...اسرعت مسرة تقول متجنبة ضجر اختها...
(حسنا قد حان وقت أن تعطيني بلوزتك الحريرية الجديدة)
اعتدلت مودة في وقفتها تفك تشابك ذراعيها بتأهب...نظرت لأختها بحاجب مرتفع تسألها بتعجب..
(تقصدين بلوزتي التي لم ارتديها بعد؟!!... لا و ألف لا)
تنهدت مسرة بتعب تهز رأسها باستياء هامسة...
(لم أكن أريد استخدام اسلوبي الخاص معك و خصوصا امام صهري الغالي...لكن يبدو سأستخدمه)
اخرجت يديها من خلف ظهرها تفتح هاتفها و تقلب في الصور المريعة التي التقطتها لمودة تكتم ضحكتها بصعوبة قائلة...
(تخيلي معي لو رأى صهري هذه البشاعة كلها ماذا ستكون ردة فعله يا ترى؟!)
توترت ملامح مودة و عيناها تراقبان الصور...يا الهي لو شاهد أيوب مظهرها هذا...انها تنام بفم مفتوح على اخره و شعر مشعث بصورة مخيفة!!...ابتلعت ريقها بقلق من تهور مسرة الذي تعرفه جيدا لتهمس بمهادنة لطيفة...
(لن تفعلي لأنك تحبينني و لا تريدين ان تتشوه صورتي أمامه)
رفعت مسرة اصبعها فوق جبهتها تلكزها مرات متتالية كتفكير ثم نظرت لأختها ببسمة حلوة ظنت مودة معها انها ستتعقل...لكن هزة رأسها الرافضة و صوتها المشاغب كسرا ظنونها جميعا...
(بلى سأفعل...البلوزة مقابل الصور اختاري اختي العزيزة)
زمجرت مودة بغضب تتجه نحو خزانتها تفتحها بعصبية و تنتشل بلوزتها الجديدة تلقيها بين ذراعي اختها قائلة بحنق...
(خذيها هنيئا لك ايتها المستبدة)
احتضنت مسرة البلوزة بفرحة غير عابئة بسحب الهاتف منها بقوة...وقفت مودة بجسد متحفز تمسح كل صورها من عليه و بعدما انتهت تطلعت في بلوزتها بأعين تشعر بالهزيمة...اتجهت نحو خزانتها بعصبية تستخرج شيئا ما ترتديه لرؤية خطيبها...شعرت بيدي اختها تحاوطها من الخلف و رأسها يتسطح فوق ظهرها تهمس بحب مشاغب...
(دعيني اختار لك ثيابك و ازين وجهك لرؤية صهري... اعرف انك متوترة و لن تفلحي في الاختيار الصحيح)
ضحكت مودة بصوت خافت تربت فوق كفي اختها الموضوعان فوق بطنها تهمس...
(قلبي لم يتوقف عن النبض منذ عرفت انه هنا)
ادارتها مسرة اليها تنظر في عينيها الواسعة تقول بحب...
(لا بأس سيتم تفعيل وضع الطوارئ و ستتولى مسرة القيادة)
استندتا جبهتهما معا ضاحكتان بصوت سعيد...قلب إحداهما متلهفا لرؤية الحبيب و قلب الأخرى يدعو لأختها بالفرح فهي حقا تستحقه...
بالأسفل في غرفة الضيوف...
(كيف حال رجب و أم ايوب بني؟!)
صوت والد مودة خرج ودودا و هو يحادث خطيب ابنته الكبرى...وضع أيوب كوب الشاي فوق الطاولة أمامه يبتسم بسمة باهتة مسايرا حديث الرجل...
(الحمد لله بخير عمي يُبلغانكم سلامهما ...)
اتسعت بسمة الرجل يجيب بمحبة...
(سلمكم الله من كل شر... و أنت بني كيف حال عملك لقد أخبرني رجب أنك شغوف بمهنتك)
اتشحت ملامحه بالجدية قائلا...
(بخير عمي... مهنة الصيد مربحة و البحر معطاء بجودٍ لمن يفهمه و يسعى لجلب رزقه)
اطمئن قلب الرجل على ابنته حينما سمع كلام أيوب منه نفسه...لا ينكر أنه أوجس من تزويج ابنته لرجل ليس لديه مهنة مستقرة فالصيد ليس مضمونا على أي حال...لكن أيوب يبدو رجلا اجاد صديقه رجب تربيته و قلبه يخبره بأنه سيحافظ على ابنته بروحه...
(السلام عليكم...)
صوتها الخجول جعله يرد تحيتها بعدما اطرق برأسه أرضا متحاشيا النظر اليها...صوت والدها البشوش صدح بحب...
(و عليكم السلام تعالِ حبيبتي)
من خارج الباب وقفت مسرة خلفها تراقب أيوب و اشاحته لوجهه بعيدا عن اختها...همهمت بتساؤل لم تسمعه سوى مودة الواقفة بخجل الجم حركتها...
(لماذا لا ينظر لكِ؟!)
امتلأت عينا مودة فرحة و فخر حينما همهمت بدورها مجيبة تساؤل اختها...
(انه يحترم وجود أبي يا مسرة)
تحولت عينا مسرة لقلبين كبيرين تهمس بوله...
(أريد أن اتزوج شخصا مثله مودة...جدي لي صديقا له أرجوك)
فلتت ضحكة خافتة للغاية من مودة جعلت والدها ينادي مجددا...
(تعالِ مودة لا تخلجين)
دفعتها مسرة بشقاوة جعلت مودة تتعثر في خطواتها و تظهر مسرة من خلفها مما دفع والدهما للضحك ينظر لأيوب قائلا...
(آه لقد وصلت حماتك الثانية بني)
دخلت مسرة ببسمة متسعة تقول بمرح...
(سامحك الله يا أبي هكذا سيأخذ عني فكرة سيئة)
رفع أيوب عينيه بنظرة خاطفة نحوهما قائلا ببسمة مجاملة...
(لا أبدا لا تقلقي تبدين طيبة)
تعلقت عيناها به بل روحها هي من تعلق به...يجلس هكذا فوق كرسي غرفة ضيوفهم...ملابسه مرتبة و جميلة...وجهه الذي يبعده عن عينيها يزيد من معدل نبضاتها...هل هذا هو أيوب صديق الطفولة و حبها الوحيد... استفاقت على حركة اختها التي دفعتها نحو الكرسي المجاور لوالدهما...جلستا متجاورتين و قد تجاذبوا جميعا اطراف الحديث عن أمور كثيرة حتى حان وقت ان يترك والدها فرصة لهما للحديث...وقف فوقفت ابنتاه خلفه و بعدهما وقف أيوب احتراما له فقال شوقي ببشاشة...
(ارتح بني سأخرج اتعجل زوجة عمك في الغداء و اعود)
اعترض أيوب بشكر...
(لا داعٍ للغداء يا عمي يجب أن اعود باكرا لا أفضل السفر في الليل)
رفض الرجل رحيل خطيب ابنته من بيته قبل أن يتناول الغداء معهم و قد رضخ أيوب له...قبل أن يخرج شوقي من الغرفة همس لأبنته مسرة بخفوت...
(ابقِ مع اختك حبيبتي)
اومأت له مسرة موافقة حتى خرج من الغرفة...ظل ثلاثتهم واقفا منتظرا كلا منهم رد فعل الآخر...تدخلت مسرة تقول بمرح...
(لقد خرج أبي لمَ تقفان أجلسا)
ابتسم أيوب عائدا الى كرسيه لكنه قبل أن يجلس اسرعت مسرة توقفه بصوتها المشاغب...
(الى أين يا صهري تعال هنا مكاني و انا سأحتل كرسيك)
ضيق أيوب عينيه بحرج ينظر لها فقالت بسرعة مرحة...
(هذا الكرسي الذي تجلس فوقه هو كرسيّ المفضل لذا هلا سمحت لي الجلوس فوقه رجاء)
هز رأسه بموافقة و قد نجحت هذه الفتاة في رسم بسمة حقيقية فوق ثغره فهمس بوسامة اصابت قلب مودة في مقتل...
(بالطبع ما دام هو كرسيك المفضل)
تقدم من هذه المستمرة في وقفتها تتمعن في ملامحه ببسمة سعيدة و وجنتين متوردتين...تنحنح قائلا بصوت عادي...
(تفضلي اجلسي)
اومأت له سريعا لتعود تجلس فوق كرسيها تراقبه يجلس على الكرسي المجاور و الذي يفصله عنها طاولة صغيرة موضوع فوقها مزهرية للزينة...رفع نظره لها يسألها عن حالها لكنه التقط نظرتها المشدوهة به... ارتبك قليلا و عقله يزجره عن جر فتاة مثلها في حياة معه...ليس مستقرا بعد ما فعلته فلك به يحاول ان ينسى لكن فلك محتلة كل ذرة بداخله!!...تنحنح مجددا بعدما ابعد نظره عنها قائلا
(كيف حالك؟!)
صوتها السعيد و هي تجيب عليه يزيد من شعوره بالاختناق...البنت تبدو رسمت حياتها الزوجية السعيدة معه...يا الله كل ما اريده ان استقر فلا تجعلني سببا في عذابها يوما...ابتسم مجاملا إياها ثم صمت لا يجد في عقله اي شيء يثرثر فيه معها... لا يعرفها و لا يتذكرها بالمرة كما تحاول أمه جاهدة تذكيره هي بالنسبة له فتاة ربطها قدرها معه...انتبه لصوتها الذي حوى نبرة عتاب جعله يرفع بصره لها بنظرة متعاطفة...
(لماذا لم تأتِ ايام العيد؟!...قلقت عليك جدا و ظننت انه اصابك مكروه)
ابتلع ريقه بضيق و عيناه تراقبان ملامحها...ربما هذه أول مرة يدقق النظر لها...عيناها الواسعتان بنيتان اللون صافيتان بنظرة لم يخطئها رجل مثله...البنت تكن له مشاعرا!!...بشرتها قمحية اللون تتضرج بحمرة تضيف رونقا خاصا جدا لم يره من قبل...شعرها الطويل يستريح فوق ظهرها بنعومة فيها شقاوة متمردة كحال خصلاته الهاربة لتلتصق بعنقها و ترفرف بين الفينة و الأخرى مع نسمات الهواء القادمة من نافذة الغرفة المطلة على حديقة بيتهم الصغيرة... لكنها ليست فلك بكل أسف... مختلفة كثيرا عنها بل مختلفة في كل شيء...لا العين التي سحرته بمزيج فلكها الخاص تملكها حتى لون بشرتهما مختلف...نهر نفسه بتأنيب غاضب البنت ليس لها دخل بما تشعر به و ليس انصافا ان تضع فلك مقياس لها...طال صمته و للعجب كانت متفهمة تمنحه كل الوقت الذي يريد مع نظرتها الداعمة التي جلدته بقوة... همهم بسؤال مترقب
(هل كنت تنتظرين قدومي؟!)
تلألأت عيناها بلمعة زاهية لتومئ له ببسمة حلوة لن ينكر حلاوتها هامسة بخجل تحكي له عن وعده الذي لم تنساه مطلقا و تصديقها له...
(نعم انتظرتك منذ زمن)
أوجعته نظرتها و لهفة صوتها...كوته بتعلقها به و سوء استقباله لها...تنهد بتعب ينظر لها قائلا بصدق...
(كان لدي اشغال كثيرة آسف على تأخري)
منحته بسمة متفهمة تهز رأسها بخجل تهمس...
(لا بأس يكفي أنك جئت)
اشاح عينيه بعيدا عن نظرتها التي تزيده تشتت...نفس مرتعشا خرج منه خفية و هو يهمس لنفسه بخوف من القادم...
"آه يا أيوب ربطت البنت بحبلك المحترق و لا تدري هل سينقطع أو يحرقها أم سيصمد للنهاية!!!"
صوت مسرة المرح جعله يرفع رأسه لها يواجه بسمتها البشوشة بشقاوة...استمع لها تتحدث بحرية بناء على معرفتهم السابقة و التي تم محوها من ذاكرته بلا أي سبب...لكنه كان صغيرا جدا ليظل محتفظا بذكريات طفولة ظن وقتها انها انتهت ها هنا و لن تُفتح من جديد!...
(صهري متى ستشترون الأثاث أليس العرس قريبا؟!)
ضيق أيوب عينيه ليتوجه بها نحو مودة التي تتفحص ملامحه بترقب...سأل بصوت مندهش مترقب
(من قال العرس قريبا؟!)
تبادل النظرات المتوترة بينها و بين أختها جعله يتأنى و يخفف من دهشته...البنتان تبدوان سعيدتين جدا بقرب العرس لكن هو ليس جاهزا بالمرة... تنحنح يقول بمرح زائف...
(يبدو أن أم أيوب اتفقت معكم دون علمي)
اسرعت مودة تقول بقلق متوتر...
(ظننا أنك تعرف أن موعد العرس تقريبا تحدد...)
هز رأسه بتفهم يصبغ بسمة فاترة ليقلل من قلقها المرتسم بقوة في عينيها الواسعة فقال...
(لقد تحدثت مع أمي من وقت قريب لكنها لم تخبرني أنها تناقشت معكم...لا تقلقي سأتحدث مع عمي شوقي و ما به خير يقدمه الله)
اصدرت مسرة صوتا ممتعضا تقول بحنق...
(لا تأجلوه رجاء لقد اخترت فستاني للعرس و هيئت نفسي أن اصبح اخت العروس قريبا)
نهرتها مودة بنبرة متضايقة...
(مسرة!!...دعيه يرتب أموره)
حزن... ما سمعه من كلماتها ما هو سوى حزن كبير...يعرف كم خذلان القلوب مؤلم لذا لا يريد خذلانها يكفي قلب هنا يحترق منذ فارقته حبيبته...يكفي روحا تفحمت من نيران الغيرة و هو يتخيل فلك بين يدي غيره...زفر ببطء ليهمس دون ان ينظر لأي منهما...
(فقط أرتب بعض الاشياء الخاصة بشقتي في بيت عمي و أخبر والدكِ بالموعد... لن يتأجل ان شاء الله ففي النهاية أختك عروسي)
صوت انفاسها المتوترة من كلمته الأخيرة حاولت جاهدة ان تكبحه...كلمة عروسي التي خرجت منه وقعت كالبلسم فوق قلبها الذي اصيب قبل لحظات بيأس...تضرجت وجنتاها بخجل مميت ترفع عينيها اليه على استحياء لتتلاقى بعينيه المراقبة لها بنظرة غريبة...ابتسمت له بسمة صغيرة مرتعشة بنظرة عين قرأ منها فرحتها...تنهد برعب حقيقي رعب من أن يذيقها من نفس الكأس الذي أذاقته منه فلك... ابعد عينيه عنها بروح تتوعد له لو انحرف عن الخط الصحيح الذي يجب ان يسير عليه...لقد اختار استكمال حياته إذًا ليفعل بعدل و انصاف فهنا فتاة تعلقت به...
"لا تخذلها أيوب حاول أن تتأقلم لا تحرق قلبها لقد تذوقت ألمه تجرعته علقم...لا تجعلها تفقد ثقتها بك و إلا ستبكي وجعها و تندم وقت لا ينفع ندم"
أنت تقرأ
لقياك لي المأوى(مكتملة)
Romanceرواية للمتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للمبدعة آية أحمد لُقياك ليّ المأوى خليط من حكايات يعزف لحنها بحر الحياة...بين أمواج متلاطمة تارة و ناعمة تارة أخرى نعيش... و على شاطئ رماله ذهبية تعكس رونق الشمس يحاوطنا الدفء و يتسلل لشرايين الروح قبل الج...