الفصل الثالث عشر

7.9K 245 10
                                    

الفصل الثالث عشر

حلمها تحقق في حلقه دائرية ذهبية تحيط بنصر كفها الأيمن... لكنها و للعجب تشعر بشيء ناقص...شيء لمحته في عينيه حينما أتى مع اهله بعد زيارتهم الاولى بأيام لتُعلن خطبتهما الرسمية...بدا مبرمجا يقوم بحركات سبق و ضبط نفسه عليها و جاء ينفذها امامهم...لم يتحدث سوى كلمات قليلة متفرقة... و بعد الحفل الصغير الذي اقيم في بيتهم سافر مع والديه بوداع اقل من العادي!... و كأنه أدى مهمته و رحل
(هنيئا له من يأخذ عقلك منا مودة)
التفتت مودة تنظر لأختها بأعين شابها التساؤل... ابتعدت عن النافذة لتتجه ناحية السرير تجلس عليه و اصابع كفها الايسر تتلاعب بحلقة ايوب الذهبية في بنصرها الايمن... اسرعت مسرة تجلس جوارها و تقول بصوت مشاغب عالٍ..
(لا تقلقي لن تطير من اصبعك)
رفعت مودة عينيها الواسعتين تنظر لأختها بوجه مضطرب... همهمت بصوت خافت تائه
(اشعر انه كان مختلفا يوم الخطبة)
عقدت مسرة حاجبيها بتفكير ثم قالت ببساطة...
(لا بد من ان يكون مختلفا انتما لم تريا بعضكما منذ سنوات طويلة)
هزت مودة رأسها نفيا لتحتل خصلة من شعرها وجهها فتزيد حالة التيه بها... همهمت مجددا بصوتها الخافت
(لم اقصد هذا... ما اقصده انه بدا لي رسميا زيادة عن اللازم و كأنه لا يعرفني من قبل... حتى انني لمحت في عينيه نظرة ضياع لم افهم كنهها!!)
اتسعت عينا مسرة بدهشة من تحليل اختها لخطيبها... فقالت بصوت مفكر توضح كيف ظهر لها خطيب اختها...
(اجدك تبالغين... الشاب لم يرنا من مدة طويلة جدا فطبيعي يشعر بالغرابة لأننا كبرنا و تغيرنا فعلا... و يبدو رسيما لأنها خطبة يا مودة فماذا اردت منه ان يمزح معك وسط الناس!!...و ماذا عن نظرة الضياع التي لمحتها انا لم المح أيًا من ضياع او تيه)
بسطت ذراعيها جانبا تقول بهيام...
(بل عيناه ما شاء الله تسحر القلوب... كم انت محظوظة اختي الشاب وسيم بطريقة تخطف الانفاس... منذ رأيته في الخطبة و انا ادعو الله ان يهبني عريسا وسيما مثله)
ابتسمت مودة بسحر خاص حينما احتلت صورة ايوب الشاب عقلها... وسيما جدا كما تخيلته دوما بل افضل مما تخيلت... شاب يملأ العين و القلب... اتسعت بسمتها فضربت مسرة فوق ذراعها تسألها بخبث...
(بماذا تفكرين مودة؟!)
سحبت مودة وسادتها تلقيها على اختها لتقول بمرح...
(لا دخل لك هذه افكار كبار و انت لا تزالين صغيرة)
ضحكت مسرة عاليا لتقذف الوسادة على اختها قائلة بمزاح...
(لم تمر سوى ايام على خطبتك و اصبحت قليلة الادب!!)
اقتربت مودة من اختها تكمم فمها و تهمس برجاء...
(اصمتي مسرة صوتك عاليا و ربما استمع والدانا لحديثنا ماذا سيظنون بي؟!!!)
فلتت مسرة من تحت كفي اختها لتهب واقفة و تتجه نحو باب الغرفة قائلة بضحك...
(لا تقلقي هما يعرفان انك مجنونة)
وقفت مودة تواجه اختها و تتخصر قائلة بتذمر...
(يا بنت من منا الكبيرة هنا؟!!... عليك احترامي و إلا..)
اسرعت مسرة تقطع حديثها لتقول بحاجبي يتلاعبان بمشاغبة...
(و إلا ماذا؟!!... هل ستشكونني لأيوب؟!)
تضرجت وجنتي مودة بالخجل لتهمس بصوت خافت...
(مسرة!!)
وضعت مسرة يدها فوق قلبها تستند على باب الغرفة و تقول بصوت درامي متأثر...
(عيون مسرة)
احتدت نظرة عين مودة حينما استفزتها اختها فصاحت بأمر...
(الى الخارج و لا تدخلي غرفتي لنهاية اليوم)
اعتدلت مسرة تناظر اختها بصدمة لكنها قالت بشقاوة...
(و ان رفضت؟!)
اتجهت مودة اليها تمسكها من ذراعها و تدفعها خارج الغرفة بعدما فتحت الباب... اغلقت بابها و صوت مسرة المتذمر يعلو بالخارج... انتظرت حتى خفتت جلبة اختها و اتجهت للأسفل حيث والدتهما... فلتت منها ضحكة صغيرة على شقاوة مسرة و عبثها... حانت منها نظرة جديدة لبنصرها الايمن فرفعت كفها امام وجهها تنظر للمعان الذهب بأعين براقة... ابتسمت بحب لتقبل الحلقة الذهبية بشفاه ارتعشت متذكرة لمسة يد ايوب لها و هو يدخلها في كفها... تنهدت بحرارة تستند على الباب و تهيم بعينيها الى النافذة المفتوحة و المطلة على حقل والدها الاخضر البديع... همست بصوت مطمئن و نبرة تأكيد
(كلام مسرة صحيح هو لم يعتد علينا بعدما كبرنا...يكفيني انه اختارني انا زوجة له)

لقياك لي المأوى(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن