الفصل التاسع عشر
حملت العديد من الأكياس الملونة المرسوم عليها أطفال صغيرة حتى وصلت بها لسيدتها في غرفة المعيشة... وقفت قبالتها ببسمة سعيدة تقول ببشاشة:
(لقد أتت الطلبية التي طلبناها من متجر ملابس الأطفال سيدة "رباب"...)تركت إبرة الكروشيه من يدها لتنظر حيث كومة الأكياس العديدة التي طلبتها بتدقيق كبير... انحنت للأمام تأخذ الأكياس بلهفة تنظر بداخلهم واحد واحد... قالت ببسمة راضية:
(هذا جيد جدا يا "كريمة"... لقد أتت ملابس الفتيات أخيرا ...)ضحكت "كريمة" بخفوت تقول بحب:
(رزق الله سيدة "رُبى" بطفل سليم معافى كامل الخلقة... لكن ألا يجب عليها أن تعرف نوعه على الأقل؟!)نظرت لها "رباب" بأعين لامعة بحمد كبير تقول:
(و الله هي ترفض معرفته الآن... لكن لا يهم فقط كون حياتها استقرت و رزقهما الله بطفل جعل قلبي يطمئن و عقلي يرتاح...)تنهدت "كريمة" تقول بتأكيد:
(أنتِ محقة سيدتي... و هل ننسى قبل أشهر حينما أتى سيد "هاشم" بوجه متوتر يطلب منكِ الاطمئنان على السيدة الصغيرة!!)وضعت "رباب" يدها فوق صدرها تقول بجزع:
(الله لا يكررها أيام يا "كريمة"... كانت روحي تنسحب منيّ ببطء و هو يزيد من قلقي بهيئته هذه ... و حينما سألته ما بها قال أن زوجها أتى له المكتب بوجه غاضب يخبره أن ابنتي ليست على ما يرام...)تشدقت الخادمة بكلمات مواسية تقول:
(للأسف السيدة "رُبى" عانت كثيرا في هذه الزيجة... نحمد الله أن وضعهما استقر وها هما على وشك استقبال اول أبنائهما...)ابتسمت "رباب" تتذكر تورد و خجل ابنتها حينما علمت بخبر حملها و ذهبت لتبارك لها و تحدثت معها عن بعض الأشياء المهمة فيما حدث و فيما يجب أن يحدث بعد الحمل... صغيرتها طرأت باب النضوج مبكرا جدا و كانوا هم السبب الأول في هذا... غمغمت بقلب مرتاح تقول:
(الحمد لله الذي قر عيني برؤية حياة ابنتاي هادئة مستقرة...)نظرت للخادمة تفكر قليلا ثم قالت بسعادة:
(هاتِ هاتفي يا "كريمة" لأطمئن على ابن أخي و ابنتي و حبيبة جدتها "روفان" التي حرموني منها منذ مدة...)اومأت لها "كريمة" بفرحة و هي ترى بنات سيدتها التي عاصرتهما من وقت طويل تعيشان حياة تتمناها أي أم لهما... اسرعت للخارج تجلب هاتفها ليطمئنوا جميعا على حال ابنتها الكبرى ...
........................................
راقب الأجواء خارج المطبخ في الطابق الأرضي ... حينما تأكد من عدم وجود أي شخص تقدم منها... بداخل جلبابها الأخضر ذو الورود الحمراء... لم يكن يتخيل أن مالكة القلب ستصبح أكثر جمالا و إغراء في زي نساء قريته المعتاد... لكن هذا ما حدث و بدأ يطلب هو منها ارتداء مثل هذه الملابس طوال الوقت... كانت منشغلة في تحضير القهوة لوالدته ... جسدها يتحرك بأنوثة محطمة له تجعله يود مغازلتها طوال الوقت... و قد بات البوح بالمشاعر مباحا لهما... تسحب ببطء حذر و خطوات محسوبة حتى وقف خلفها تماما ... امتدت ذراعاه حيث خصرها المنحوت رغم نحالة جسدها... احاطه مرة واحدة جعلتها تشهق بفزع حقيقي... أسرع يهمس لها بعشق متدفق من أوردته:
(لا تجزعي ... أنه أنا يا مالكة القلب)
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد