الفصل الثالث
(لا أريد أن أتزوجه يا أمي ...هو مثل أخي كيف سأتزوج منه؟!)
(رجاءً لا ترحل لقد وعدتني أن تدافع عن حبنا حتى يرى النور)
(لا تقترب منيّ أنا لا أحبك هل سمعتني؟... لا و لن أحبك)
انتفضت من نومها على صوت بكاء الصغيرة جوارها...اعتدلت بسرعة تحملها و تضعها فوق فخذيها لتُرضعها...حالما هدأت الصغيرة سرحت هي في ماضٍ قريب...حياتها الأشبه بغرفة تعذيب مظلمة و قاسية...رفعت أصابعها حول رقبتها تتحسس هذا الحبل الوهمي و الذي ألتف حولها يخنقها...لقد حاولت و يشهد الله أنها فعلت كي تعيش حياة طبيعية معه...مع زوجها الذي فرضوه عليها...
عادت الصغيرة للنوم مجددا فوضعتها فوق السرير برفق...ابتسمت لها بحنان ففي وسط كل ما تعيشه هذه الصغيرة هي الملجأ الذي تركن إليه...تتناسى معها حقيقة فُرضت عليها و إنها أصبحت زوجته!...
اتجهت إلى المرآة الكبيرة أمام طاولة الزينة...تنظر لنفسها داخل هذا القميص الحريري بلون القهوة...مررت يدها فوق عنقها مرة أخرى و كأن الحبل الوهمي تم شده بالقوة...اغمضت عينيها بضعف تتذكر كيف سلبوا منها حبها الذي أينع قلبها معه بعدما كان صحراء قاحلة...
انتبهت على صوت رنين هاتفه في هذا الوقت من اليوم...تطلعت إلى ساعة معصمها لتجدها تجاوزت الرابعة فجرا...عقدت حاجبيها بعدم فهم ثم تناولت مبذلها الحريري ترتديه بسرعة...
فتحت باب الغرفة لتسمع صوته آتيًا من الصالة...كان متوترًا و خافتًا كأنه يخشى أن تسمعه...
(لا تخافي يا عمتي سأجدها إن شاء الله...لا أرجوكِ لا تتحركي كي لا نلفت الأنظار)اقتربت منه بعدما تأكدت من هوية المتصل...والدتها تهاتفه في هذا الوقت!!... أغلق الهاتف و قد ارتسم القلق و الجزع على محياه...قالت بصوتها الرقيق:
(ماذا حدث يا "معاذ"؟)انتبه لها فألتف بسرعة يمتع ناظريه برؤيتها...تجمد لثوان و هو يراقب جسدها النحيل داخل المبذل الحريري...لو فقط تعطيه الفرصة كاملة ليعبر بها من هذه النقطة التي طال وقوفهما بها!... حاول أن يبدو طبيعياً كي لا يثير خوفها فابتسم بسمته الرائعة التي تزيد وجهه الأبيض وسامة...بارع هو في رسم السعادة داخل مقلتيه الرمادية حتى لو كان يموت قهرا...
(لا شيء فقط عمتي تريديني من أجل العرس...)اقتنصت عينيه لفترة طويلة...تنظر بداخل مقلتيه الشفافتين بالنسبة لها...رغم أنه يكبرها بخمس سنوات إلا أنه لا يعرف الكذب...خصوصا عليها هي...قالت بهدوء تقر حقيقة ما:
(أنت تكذب أليس كذلك؟...)توترت ملامحه فأبعد عينيه عنها...يكفيه ما تفعله به حتى يظل متمتعا بالنظر دون حرج داخل بنيتها الساحرة...سحب نفسه بقوة قائلا:
(ليس كذبًا و لكن الأمر متعلق بأختكِ وعليّ أن أسرع...)
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romansaرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد