الفصل السادس
بعد نظرة راضية عن ثيابها تركت المرآة و اتجهت إلى مكتبها تحمل كتبها... بعدما تعرفت عليه و أحبته أصبحت تهتم بالموضة و التجميل... لم تكن يوما فتاة تتهافت على إظهار جمالها إلا بعدما رأته... ابتسمت بسعادة و هي تفتح كتابها لتُخرج منه تلك الوردة الحمراء التي منحها إياها في أول لقاء... لقد سرق قلبها الأخضر و كان أول من يفتح عينيها على عالم من الروعة و المشاعر الجميلة...
التفتت إلى والدتها التي دخلت بعدما طرقت الباب... ابتسمت "رباب" و تقدمت منها بهدوء رغم ارتجاف بسمتها!... أمسكتها من يدها و جلستا فوق السرير... قالت والدتها بهدوء مترقب:
(تبدين جميلة جدا اليوم... هل هناك حدث خاص في الجامعة؟)توترت ملامح "ريهام" فتلعثمت تقول:
(و هل كنت غير جميلة من قبل يا أمي؟...)مسحت والدتها فوق وجنتها برفق و حنان فقالت:
(من قال هذا؟!!!... ابنتي رائعة من يومها الأول لكن...)عقدت "ريهام" حاجبيها و ضيقت عينيها البنية الساحرة بعدم فهم فسألت والدتها:
(لكن ماذا يا أمي؟!...)قيمتها "رباب" جيدا بنظرة أم تخشى على ابنتها فقالت:
(لكنكِ أصبحت تهتمين بالثياب و تجميل وجهكِ بالعديد من أدوات التجميل!... لم تفعلِها من قبل ، غير أن "رُبى" في بداية سن حرج و ربما تريد أن تجرب مثلما تفعلين أنتِ)وقفت "ريهام" بسرعة من فوق سريرها تخبئ وجهها عن أمها... ابتسمت بخفوت تداري توترها فقالت بصوت مهزوز:
(أليس من حقي التمتع بجمالي كباقي الفتيات يا أمي... عمري الآن واحد و عشرون عاما لست صغيرة ، كما أني سأتخرج هذا العام من الجامعة و...)خفت صوتها بخجل و توردت وجنتاها بشدة فقالت باستحياء:
(و ربما سأتزوج بعد التخرج مباشرة لو تقدم أحدهم ليّ...)تقدمت منها "رباب" تسألها بجدية:
(و هل وجِدَ أحدهم هذا أم ليس بعد؟..)ابتلعت ريقها بخجل فقالت:
(أمي!... )أكملت والدتها بحرص ألا تظهر لها أنها تعرف... في الواقع الجميع بات يعرف بوجود شاب ما في حياتها... شاب أوجع رأس والدها و هو يبحث عنه و عن عائلته ليطمئن على ابنته الكبرى... لكنه بعدما تأكد من نيته لخداع ابنته ليقتنص من خلفها المال ، قرر أن يتدخل و يحميها و حمايتها متمثلة في قرار أتخذه مع خالها و عرضوه على والدتها التي لم تجد بد غير الموافقة... لا تريد أن يضر صغيرتها هذا الشاب اللعوب!...
(ابنتي دعينا نتحدث حديث أم و ابنتها اتفقنا؟...)انتبهت لها "ريهام" بكليتها فقالت بتوتر:
(ماذا هناك أمي؟)سحبت "رباب" نفسها بقوة فقالت بهدوء زائف:
(هل هناك أحد في حياتكِ بنيتي؟... هل وعدكِ أحدهم بالزواج مثلا بعد التخرج؟)أشاحت بوجهها الذي تورد بخجل و قلبها الذي زاد معدل نبضه خوفا و ترقبا...أكملت والدتها تقول:
(أنا أسمعكِ حبيبتي ... هل يوجد؟)
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romansaرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد