الفصل الثالث عشر
لم أكن أعرف ما هو الحب... و بعدما فرضتك عليّ الحياة و خصالك قابلت... لامست روحيّ بعمق... و تشعبت بين أوردة العشق ... فهامت نفسي إليك... سكنتَ بداخل ضلوعي و سكنتُ بين جفنيك... و أسقيتني من رحيق الحب ما تمنيت ... فكما أصبحت لك سكينةً كن ليّ حبيبًا ما حييت...
..................................
إني أحب مش هو ده اللي تعبني...
أنا شايله سر معذبني....
ده أنا روحي فيك...
و مسيري في يوم هاجي أقولك...
و ها عيش حياتي و أنا جنبك...
ده أنا عمري ليك...همسة صغيرة غير مستوعبة خرجت منها لتجعله يبتسم بحنان مختلط بوسامة اصابتها في عمق قلبها...
("أحمد" أنت هنا!!!...)تناست الزمان و المكان و سمحت لعينيها أن ترى ... ترى بوضوح هذا الذي يربط بينهما و يبدو غير مرئيًا لها... لكنه بكل شفافية أصبح يُرى بروحها و ليس عينها فقط!... بادلته بسمة صافية لتظهر معها إشراقة وجه نفض عنه التعب و الإرهاق الذي سببته لها المذاكرة... رفعت أصابعها الرفيعة أمام وجهه... تود بشدة في فعلها حقا تود بها... اتجهت بأصابعها ناحية لحيته لتتلمسها ... تُشبع فضول نفسها التواقة لهذا... عيناها حددت الوجهة المرادة و هناك فقط سنتيمترا واحدا يفصلها عن تحقيق ما تتمنى... لحظة واحدة فقط يا "رُبى" من أجلها ستتخلين عن خجلكِ و ترددكِ و إحراجكِ منه... شعرت بسخونة أنفاسه فتملكها الخجل من رفع عينيها إلى عينيه و أكملت اصابعها طريقها للحيته... ستلامسها أخيرا و لكن فجأة!!!...
تلاشى!!!!!!!....
تراجعت للخلف بصدمة أوشكت معها السقوط من كثرة التعثر... اتسعت عيناها بتدقيق في كل زاوية من الغرفة... أين هو؟!... لقد كان معها شعرت به ... رائحة عطره ، صوت قلبه ، دفء أحضانه و سخونة أنفاسه!!!... ابتلعت ريقها بينما قدمها وجدت طريقها للحركة ... تحركت في كل ركن من الغرفة تقريبا... عقلها يرفض بأن كل ما حدث كان وهما من وحي خيالها... "أحمد" كان هنا ليس خيالا بالمرة!!... أسرعت تجاه باب الغرفة تفتحه بسرعة و عقلها يؤكد لها أنها واعية و مدركة و ليست أضغاث أحلام!... اتجهت ناحية الممر لتقطعه قطعا و على وجهها علامات الدهشة... اقتربت من غرفة أخيه و التي يقطن بها معه... و قبل أن ترفع كفها الصغير لتدق عليه متناسية أي سبب منطقي من الممكن أن تقوله بعدما تقابله... سمعت وقع أقدام صادر من اتجاه السلم... التفتت رأسها بسرعة لتجده هو في ملابس عمله و التي اختلفت عن الملابس التي كان بها في غرفتها للتو!... اتجهت نحوه كالطلقة و وقفت قبالته تنظر له بتمعن ...
تفاجأ من تواجدها في ممر الطابق الخاص بغرف النوم في هذا الوقت من الليل... يعرفها تنام مبكرا و تستيقظ عند الفجر... و ما هذه النظرة المتفحصة و المصدومة التي ترمقها له؟!... ما بها الصغيرة؟!... اتخذ الخطوتين الباقيتين من درجات السلم ليصبح واقفا أمامها بكامل جسده... تطلعت له بأعين معقودة الحواجب و شفاه مضمومة فوق بعضها بتكفير عميق... هيئتها هذه التي تقف بها أمامه أطلقت سراح وخزة قلبه و شعوره الخاص بها... طالت نظرته حيث وجهها الجميل لتبدد هي كل التأمل حينما صدر صوتها المندفع تقول بلهجة شك:
(هل كنت في غرفتي؟!...)
![](https://img.wattpad.com/cover/310883271-288-k779761.jpg)
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد