الفصل الرابع عشر

6.4K 195 10
                                    

الفصل الرابع عشر

حينما يأتي الواقع ليدحدح الحلم و يدهس التمني... يصفعك بقسوة لتستفيق من خيالات وردية رسمتها مخيلتك ذات يوم... و يخبرك بكل صلفٍ لا تتمتع بما لا تستحق!...

وقفت مشلولة متسعة العين لا تشعر بشيء بعد ما قيل لها... خطيبته !!!
هذه التي تقف أمامها بكامل أناقتها و جمالها الأخاذ هي خطيبته ... من أختارها بكامل إرادته يوما و حلم معها بتكوين حياة مستقبلية... لتأتي هي تقتحم حياتهما جبرا و تحمله فوق كاهله عبئها!...
استفاقت على صوت "رحمة" حينما قالت بتلعثم مرتبك:
(عفواً.... ماذا تقولين؟!)

تقدمت منهما "سارة" و شعور بالبهجة يشرح قلبها... غريمتها ما هي سوى طفلة مراهقة لا تملك من الأنوثة ما يحبه الرجال... ارتسمت معالم الشفقة على وجهها لتقول بصوت متأثر:
(هذه الحقيقة التي رفض "أحمد" اخباركِ بها... أنتِ وقفتي عقبة في طريق حياتنا و هو يحاول جاهدا أن يزيل هذه العقبة)

رفعت عينيها إليها بصدمة كبيرة... تحرك بؤبؤها بحركة سريعة لا إراديا ... حاولت بلع ريقها و لكن حلقها الجاف أرسل شعور بالألم و كأنه يبتلع شوكا... قالت بصوت خافت واهن:
(هل تعرفين بطريقة زواجنا؟!...)

ضحكت "سارة" بسخرية كبيرة ثم مالت على وجه "رُبى" قليلا لتقول بهمس مستفز:
(و هل تعتقدين أن "أحمد" يخفي عني شيئا؟!... )

اعتدلت لتتفاخر بقامتها الناضجة تقول بتحقير:
(لقد كان مستنفرا من زواجكِ بطريقة كبيرة... لكنكِ تعرفين حجم الكارثة التي كنا نمر بها و لذا وجد أن يضحي لفترة من الوقت بالزواج و بعدها يعود لحياته العادية...)

تشبثت "رُبى" بيد صديقتها بقوة ... و قد شعرت "رحمة" أنها ستسقط ارضا بسبب ما تسمعه... شددت على قبضتها لترسل لها بعض الاطمئنان فقالت بصوت بدا حادا قليلاً:
(ماذا تريدين منا الآن سيدة "سارة"؟!)

ابتسمت باستفزاز لتقول ببساطة مهينة:
(أبدا... فقط لأن "أحمد" بات يرهق نفسه في الآونة الأخيرة بسبب ذهابه للمدرسة كي يوصل الآنسة الصغيرة ، قررت أن آتي إليكِ لأطلب منكِ رفض توصليه لكِ...)

أغلقت عينيها بحزن مرير... اشتدت قبضتها فوق يد صديقتها تطلب منها ألا تتركها ... ما تسمعه و ما تعرفه ينزل عليها كحمم بركانية تفجر جبل كبريائها و عزة نفسها... تحدثت "رحمة" بغضب تدافع عن صديقتها:
(و لماذا لا يتوقف عن توصليها ما دام يتعبه لهذه الدرجة التي جعلتكِ تركضين لها و تخبريها؟!!)

هزت "سارة" كتفيها باستسلام تقول:
(لأن "أحمد" شهم و لا يترك مسؤولياته ... و صديقتكِ باتت أثقل مسؤولية ترهقه و تحرمه من الراحة)

فتحت عينيها بضعف و قد التمعت بالدموع ... نظرت لهذه الواقفة أمامها بكل تفاخر ... همست لها بخفوت مرهق:
(أنا لست مسؤولية ثقيلة... أنا طلبت منه ألا يوصلني من قبل )

فوق رُبى الحُب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن