الفصل الثاني
("رُبى"!!!....)
صوت صديقتها المندهش جعلها تكبح الرغبة الملحة في البكاء...هزتها "رحمة" بقوة علّها تضحك و تقول فقط كنت أمزح لا عليكِ!... لكن ملامحها متخشبة و شاحبة لحدٍ كبيرٍ...وقفت "رحمة" فجأة و كأنها استوعبت الكارثة الحالة على صديقتها فقالت بصوت عالٍ رافض:
(عليكِ الرفض و عليهم قبول رفضكِ...لا يهم والدتكِ تحدثت معكِ بالأمس و والدكِ قص لكِ الموضوع في كلمتين بالصباح...يا إلهي إنه زواج عليهم فهم معنى الكلمة...)اشاحت "رُبى" وجهها بضعفٍ للجهة الأخرى...العبرات تتسابق داخل مقلتيها لتتحرر لكنها تسجنها بقسوة...قسوة كالواقع الذي تعيشه...
قالت بعد فترة من محاولة السيطرة على النفس بصوتٍ واهن:
(لقد حكموا عليّ بالموت...أبي لا رجعة في قراره و الأدهى أمي موافقة)زفرت "رحمة" بحدة ثم جلست جوارها تدير وجهها إليها...آلمها رؤية العجز و الدموع في عيني صديقتها و هذا جعل دمائها تثور فوق ثورتها فقالت:
(اسمعيني جيدًا علينا ايجاد الحل...حتى لو وصلت لمحادثة هذا العريس و إخباره أنكِ ترفضينه...)اغمضت "رُبى" عينيها بألم فقالت:
(أقسم بالله لو أصروا على زواجي به لأهربنّ من البيت...)شهقة "رحمة" بجزع ثم قالت بتعقل:
(ماذا تهذين؟!!... علينا حلها دون خسارة)ابتسمت "رُبى" بسخرية مريرة ثم أشارت على نفسها :
(و هل هناك أكبر من خسارة نفسي لرجل لا أعرفه؟!)تنهدت "رحمة" بحزن و حال صديقتها المقربة التي جاءت منذ الصباح الباكر تفجر خبر مفزع كزواجها المحتوم بعد أيام ينهش في خلايا عقلها...قضمت أظافرها بتفكير ثم صاحت فجأة:
(وجدتها علينا اللجوء للآنسة "زينب"... هي تحبكِ جدًا لا بد أنها ستساعدكِ في الخلاص من هذه المصيبة)هزت رأسها بقوة رافضة ثم قالت بصوت لا رجعة فيه:
(مستحيل أن أفعلها...هل تريدين أن أفضح نفسي و أهل بيتي أمام معلمتنا؟!!!)زفرت صديقتها بيأس تقول:
(بالله عليكِ هل هذا وقت الحفاظ على المظهر العام لعائلتكِ المصون...يا "رُبى" أنتِ في كابوس و بعد أيام قلائل سيتحول إلى حقيقة و سترتبطين برجل أكبر منكِ لا تعرفينه و لا رأيته في حياتكِ من قبل...)احتدت نبرة صوتها فقالت بعناد متأصل بها:
(أخبرتكِ أنه لن يحدث أبدًا...أنا لن أتزوج لا بعد أيام و لا بعد سنين...لن أهدر مستقبلي الذي أحلم به من أجل رغبة أبي أو هذا العريس)نظرت "رحمة" للوضع من منظور العملية فقالت:
(حسنًا وكيف ستمنعين حدوث ذلك؟!...)تاهت عينا "رُبى" للبعيد تبحث داخل عقلها المراهق عن خطط تنقذها من براثن رابط سيلتف حول عنقها بعد أيام...
تنهدت "رحمة" ثانيةً و هي تراقب تبدل حالهما بين ليلة وضحاها...فقط بالأمس كانتا تتبادلان الضحكات و المزاح!... فكرت في شيء لكنه بدا لها أخرقًا ليس مناسبًا بالمرة و برغم ذلك نطقت به علّه يساعدهما...
(ماذا عن الاتصال بهذا العريس تطلبين منه أن يصرف نظر عن الزواج بكِ؟!...)
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد