الفصل الثامن والعشرون

6.5K 156 5
                                    

الفصل الثامن و العشرون

يا نبض القلب حان الوقت كي تستكين
فالحب بات واضحا قد شع بسراج منير
وهجه اللامع ينشر الدفء بين شرايينك
يخبرك بصدق أنك بلغت الحلم الجميل
سنوات و أنت في سجن قضبانه جهل
دفعك نحو هاوية مليئة بخسران مبين
كفى خسارة و لدرب رُباك الخضراء استقِم
فوقها العشق يتبلور برونق خلاب يأسرك
فأصعد حيث محراب رفيق دربك و إليه طير
حلق في سموات خالقك دون خوف من الغد
فالغد و ما تصبو إليه بمشيئة إله الكون يصير

......................................

ينظر لنفسه أمام مرآته يعدل حلته الرسمية ببسمة مشعة كبيرة... قبل سنوات حينما فرض "هاشم" عليه الزواج كان يقف هنا يرتدي حلته كما يفعل الآن... لكن شتان بين حالة قلبه يومها و حالته اليوم... أنهى ما يفعله لينحني يلتقط ساعته و يضعها فوق معصمه ببسمة رائعة... عاد ينظر لنفسه بتقييم و بعدها التفت يواجه أخاه الصغير الذي دلف مع ابنه مرتديان حلات رسمية مثله... اطلق "مصطفى" صافرة عالية يقول ببسمة مشاغبة:
(ارتديت ما وضع على الحبل يا عريس...)

ضحك "أحمد" بسعادة لم يغفل أخاه عن ملاحظتها ليقول بعدها بفرحة تغمره:
(و هل هناك أغلى من "رُبى" كي أتأنق لها...)

زادت صافرة "مصطفى" هذه المرة بعبث ليتقدم منه يضبط رابطة عنقه قائلا:
(يبدو سنوات الفراق جعلت من أخي العاقل الرزين عاشقا...)

تنهد "أحمد" ببسمة صغيرة شاردة يقول بصدق:
(من اليوم لن أخفي ما أشعر به نحوها... سأدعها تعرف ، تسمع ، تشعر و تصبح ملكة متوجة داخل قلبي... سأخبرها بكل شيء و آمل أن يبدل هذا ما تركته في قلبها قبل سنوات)

ابتسم "مصطفى" بحنان يقول:
(أسعدكما الله يا أخي و أراح قلوبكما)

بعدها ضحك بمشاغبة يقول:
(فقط كي تعرف أهمية أن يخوض الشاب تجارب حب و اعجاب من سن صغير... بعدك عن صنف النساء جلب لك المصائب)

ضحك عاليا يقول بتهديد:
(الله الله هل تعرف "ندى" عما تقوله ليّ؟!)

تنحنح بقلق يقول:
(حبيبي يا أخي أنا فقط أنصحك ... هل هذا جزائي؟!)

ربت "أحمد" فوق كتف أخيه بحنان جعل الأخير يجدد شعور كونه ابنه الأول... نعم "أحمد" بالنسبة له أبا و لن يغير حقيقة هذا الأمر شيء... نزلت انظارهما حيث "مالك" الذي هتف بحنق يقول بحروف غير مفهومة...
("أمد" ... باي ... أوسة)

حمله والده بضحك عالٍ سببه ملامح أخيه الكبير المنعقدة بتفكير في حل طلاسم ما ألقاه ابنه للتو... قال بصوت صاخب:
(لا تبتأس غدا سيرزقك الله بأطفال و ستضطر معرفة كيفية تفك طلاسم حديثهم... و إليك الترجمة حصرية مقدمة من ابن "النجار" ... يخبرك السيد "مالك النجار" بأن تسرع يا "أحمد" كي نذهب عند عروستك)

مال "أحمد" يقبّل وجنة ابن أخيه بحب قائلا:
(هيا يا حبيب عمك...)

وسط حديثهم دلف "يزن" يحمل له حذائه قائلا بصوت خجول:
("أحمد" أمي ارسلت لك الحذاء...)

فوق رُبى الحُب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن