الفصل الرابع
قبضة يدها المستميتة فوق السكين الصغير خلف ظهرها كان مصدر القوة الوحيد لها... دماؤها تجمدت برعب و هي تراه يتقدم نحوها ينظر لها مليًا... صدرها اهتاج و عقلها توقف و كل ما يصدره كلمة واحدة «سأقتله».... لو اقترب ستفعل بكل صدق و عزم بداخل نفسها المراهقة ستفعل!
(آسف لو أزعجتكِ...)
رفرفت برموشها تلتقط معنى ما يقول رغم سهولته... يقف أمامها بحلته التي لم يبدلها...جسده الكبير مقارنة بها يفزعها... وجهه عليه ملامح الضيق و قد لاحظت هذا بوضوح ... ماذا يقصد بقوله هذا؟!... يعتذر لدخول غرفته!!... انتبهت حينما قال بصوته الهادئ:
(هذه ستصبح غرفتكِ من اليوم...تعاملي و كأنكِ في بيت والدكِ دون قيود...)ابتلعت ريقها بترقب مميت...اتجه نحو دولابه بعدما تأكد من عدم استجابتها للحديث معه... أخرج منه ملابسه البيتية و التي قفز قلبها معها بوجل...هو على وشك إتمام الأمر!!... انقبضت يدها فوق السكين بقوة و كأنها تشحذ قوتها الهاربة...
تطلع إلى ثيابه قليلاً ثم التفت إليها ليرى انكماشها العجيب فقط من حركته البسيطة...هل هذا توتر أول ليلة؟... لكنها تبالغ إذا ما كانت تعرف بحقيقة زواجهما الإجباري!... تناسى وضعها ليقول بجمود:
(من اليوم سأبيت في غرفة أخي و أنتِ...ستبقين هنا لا تضغطي على نفسكِ كثيرا و استرخي...)عقدت حاجبيها بعدم فهم و عادت تنظر له بأعين زائغة... سمعته يقول بصوت خافت مظلم آتي من أعماق بعيدة:
(أنا لست تواقًا لإتمام الزواج بيننا...لذا خففي توتركِ هذا و استرخي....)رغم الراحة التي ضربت جسدها كتدفق سيل ماء ساخن يفك التيبس في عضلات جسدك...إلا أنها شعرت بالإهانة و الذل...نظرته و نبرة صوته البعيدة و بعده عنها أشعرها بالذل...سؤال تردد في عقلها بشدة و لم تجد له إجابة ....
(ما دام لا يريدها لماذا تزوجها؟... لماذا سلب منها حياتها الهادئة و قلبها رأسا على عقب؟!)تعبها و إرهاقها لم يسعفاها على إيجاد الإجابة...انتفضت على صوته الذي انتشلها من ظلام تفكيرها بينما يتجه نحو الباب يدير مقبضه...
(تصبحين على خير...)تحركت خلفة آليًا دون إرادة منها لتحكم إغلاق الباب خلفه بالمفتاح... فور تأكدها أنها انعزلت عن العالم الخارجي و أصبحت حرة داخل جدران غرفة حتى لو لم تكن غرفتها...سمحت لجسدها المتشنج و قلبها المذعور أن يرتاحا من أيام مضت نهشت منهما...
شعرت بقبضة يدها التي لا تزال خلف ظهرها...فأخرجتها بأعين تائهة و كأنها تستوعب للتو أنها تمسك سكين...أفزعها ما كانت تفكر به منذ دخل عليها الغرفة...يا إلهي كانت تنوي قتله!...ألقت السكين بطول ذراعها بعيدا بصورة هستيرية...كأنها كانت تقبض على حشرة سامة!... تحركت بأنفاس ثقيلة و أعين متسعة تتفحص الغرفة بخوف... بمجرد رؤيتها للسرير أطلقت العنان لروحها المعذبة و سمحت لها أن تنهار أخيرا...
![](https://img.wattpad.com/cover/310883271-288-k779761.jpg)
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد