الفصل الحادي عشر

6.7K 184 5
                                    

الفصل الحادي عشر

وضع البطاقة الخاصة التي أصبح يكتبها منذ أيام لها فوق الطاولة الرخامية أمام العامل في محل الزهور... نزع نظارته الشمسية ليبتسم بثقة قائلا بلهجة آمرة:
(هذه البطاقة أريدها مع باقة ورد حمراء كبيرة...)

اومأ له العامل بأدبٍ يقول:
(كما تأمر سيدي...)

وضع مبلغًا ماليًا أمام العامل ثم وضع نظارته بتباهٍ ليخرج من المحل... أقترب من سيارته الحديثة ليجد صديقه منتظرا له منذ تركه و دخل المحل... فتح باب السيارة ليركب جواره و بعدها صدح صوت صديقه يقول بتعجب:
(أنا لا أفهمك أبدا يا "أسامة"!!... ماذا تريد منها بعد مرور أربع سنوات على زواجها؟!)

ابتسم "أسامة" بشرٍ يقول بلهجة طامعة:
(و لو مر مائة عام على تركها ليّ ، سأصل إليها لآخذ ما تمنيته يومًا)

زفر صديقه بحنق فقال:
(يا رجل لديك بالفعل خطيبة غنية و قد ظهر هذا الثراء عليك... فلديك الآن سيارة لم تكن تحلم بها من قبل... و حساب بنكي يكفيك عمرا طويلا... إلى ماذا تسعى بالضبط؟!)

ضحك "أسامة" عاليا يقول بسخرية:
(عيبك يا "سامح" أنك لا تخطط للمستقبل البعيد و لكنني عكسك تماما و مستقبلي البعيد معتمد على أموال "هاشم الحسيني"...)

احتدت نبرة "سامح" ليقول بخوف:
(هل سنكرر نفس الموال مرة أخرى؟!... ألا تتعظ مما حدث لنا منذ أربع سنوات ... ألا يكفيك دخولي السجن لمدة ستة أشهر بسبب ما كنت تنوي فعله في شقتي و مجيء ابن خالها يومها... انظر يا "أسامة" هذا الرجل "هاشم" لن تطل منه قرشا واحدا فقل الحمد لله على نعمة وجود خطيبتك و انسى "ريهام")

احتدت نظرة عينيه ليقول بغضب:
(انسى من؟!!!... انسى الاموال التي حلمت بها وقتا طويلا... أم انسى أنني خسرتها دون أن اشتم رائحتها حتى... أخذها منيّ قبل أن أدمغها باسمي و أجعل والدها يأتيني زحفا كي أستر عليها...)

ضرب صديقه كفًا بكف من تصميمه الذي سيودي بهما للهلاك فقال بجزع:

(لقد نصحتك و انتهى الأمر... لكني لن أشترك معك فيما ستُقدم عليه يكفيني الشر الذي نلته من ابن خالها وقتها...)

ضحك "أسامة" بخفوت قائلا بنبرة حالمة بمستقبل مليء بالنقود :
(لا يهم لا تشترك... و اترك ليّ كل شيء ، لقد اشترك مع شركة "النجار" يا بني يعني أن الأموال صارت الضعف... أي غبي أنا لأترك هذا النعيم الذي سيتحقق عبر غزالتي الذهبية؟!!!)

...................................

توقفت حركة تقطيع الخضروات بعدما سمعت صوت جرس الباب... وضعت السكين جانبا و نزعت مريول المطبخ لتتجه نحو باب شقتها... قلبها غير مرتاح منذ عرف "أسامة" عنوان بيتها... أصبح يرسل لها كل يوم باقة ورد مع بطاقة مكتوبة بطريقة فجة... لا تعرف من أين أتى هذا الشعور بكونه غريب عنها... غريب كليا و كأنها لم تكن تعرفه من قبل!... ابتلعت ريقها بتوتر و فتحت الباب بترقب... و قد حصل ما توقعته ها هي باقة ورد كبيرة حمراء موضوعة أمام باب شقتها... عادت تنظر لعلّها تلمح أثر من يأتي بها و لكنه لا أحد مجددا... دخلت شقتها تصفق الباب بحدة و تزفر برفض لما يحدث...

فوق رُبى الحُب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن