الفصل الخامس والعشرون

7.5K 158 3
                                    

الفصل الخامس و العشرون

(هل هذا سبب سفركِ للخارج؟!... كي تداري على حملكِ هنا هربتِ هناك حيث لا سؤال و لا عقاب!!)
سقط فمها للأسفل بصورة مأساوية و هي تسمع ما يقوله... هو يعتقد أنها اخطأت هنا و هربت إلى انجلترا !!!!

احتدت نظرة عينها بقوة و قد فك سراح غضبها المكبل منذ فترة ... ضربت فوق سطح المكتب بكل حدتها و استقامت أمامه بجسد متحفز و وجه يقطر لعنات... تكلمت بصوت حاد تقول بنبرة قاطعة:
(أخرس يا "أدهم" و لا تتفوه بالمزيد...)

وقف قبالتها بغضب لا ينتقص يشعر كأنه مغفل تم الضحك عليه من فتاة نوى الزواج منها... تقدم من المكتب يحمل الهاتف و يرفعه حيث وجهها المحتد ليقول بصوت هادر:
(و ما بقى لأتفوه به بعد هذه الصورة؟!... لا احتاج مزيدا من الكلام!!)

صرخت بصوتها العالي تقول بوعيد:
(أخرج من مكتبي و إلا أجعلك تندم و تخجل من
دخول هذه الشركة مجددا)

اعتدل في وقفته يقول بتأكيد لا رجعة فيه:
(لقد طلبتكِ للزواج و من حقي أن تشرحي ليّ معنى هذه الصورة ... لن اتحرك من هنا إلا بعد أن أعرف)

سحبت نفسا عميقا لتكبح من غضبها القليل ثم خرجت من خلف مكتبها لتواجهه بأعين مشتعلة تقول:
(طلبك مرفوض سيد "أدهم" أنا لست موافقة ... و هكذا سقط حقك في معرفة حقيقة هذه الصورة)

ضحك عاليا يقول بسخرية:
(و هل معتوه أنا لأصدقكِ بكل هذه البساطة؟!!)

كورت يدها جوارها بحدة تقول:
(صدق أو لا تصدق هذا لا يهمني... أخرج من هنا و أحمل ما تبقى لك من كرامة أمامي)

ضرب الهاتف بالأرضية حتى أصدر صوتا عاليا بقوة جعلها تجفل و تنظر حيثه... تقدم منها يقول بنبرة بدت لها تائهة رغم خشونتها و غضبها...
(لقد وقعت في حيرة من أمري بينكِ و بين فتاة أخرى و لكني فضلتكِ عنها و رغبت في منحكِ اسمي... ليس هينا أن أخرج من هنا قبل أن أعرف حقيقة حملكِ يا "رُبى"...)

التفتت تواجهه بأعين حانقة بعدما فهمت أي فتاة يقصد... قالت بحدة عالية :
(حيرتك و تخبطك لا دخل ليّ أو لها به... أنت من يقرر خطوتك دون تدخل خارجي من أحد أو موقف... أعرف أنني قمت دون قصد باستفزاز جزء كبير منك ببساطة لأنك تعيش في محيط مختلف عنا... محيط يكبل المرأة داخل إطار ضيق و يجبرها أن تعيش به... أما أنا كنت أول مرأة تراها عينك بصورة متحررة و ربما عنيدة ، أقف ندا لرجال و أقود رئاسة مكان كبير... لكن صدقني يا "أدهم" ما تشعره تجاهي لا يزيد عن اعجاب بشخص لامع ظهر لك فجأة ... لو أعطيت نفسك الفرصة كنت ستختار الاختيار الجيد لك و لمن أحببتها و فضلتني عليها... هناك من يحبك كما تفعل أنت و لكنك رغبت في دخول عالمي ظنا بأنه عالم وردي و مشرق تريد بداخله خوض تجربة مختلفة عن نمط حياتك الروتيني... لكن صدقني عالمي مدمر يحمل رائحة الخراب في كل شبر به لن ينالك منه سوى الهم و الحزن... ثمن هذه القوة التي نالت اعجابك بيّ كان غاليا و كلفني الكثير...)

فوق رُبى الحُب(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن