☆☆☆ الخاتمة☆☆☆
انحنى يلتقط ابنته من بين كومة الألعاب المبعثرة في صالة الشقة و يضعها فوق ذراعه بينما يتحرك ناحية غرفته بخطوات متضايقة... تحركت خلفه بوجه مضطرب و قدم تحاول أن تقلص المسافة بينهما لكن خطوته الكبيرة تعيق تقدمها تماما... هتفت بصوت عالٍ قليلا شابه بعض التوتر تنادي عليه برجاء...
("أدهم" انتظر أرجوك... لحظة فقط يجب أن تعرف أنني لا أكذب)دون أن يلتفت لها أكمل طريقة حيث الغرفة يقول بجدية تامة و صوت مقتضب...
(إنسي الأمر يا "رحمة"... لم أعد أريده)نادت مجددا عليه لكنها ابتلعت حروفها حينما اختفى داخل غرفتهما مع ابنتهما و صفق الباب بحدة مقصودة... زفرت بصوت عالٍ حمل كل الحنق بداخلها ثم ضربت الأرض بقدمها بقوة من شدة الغضب... هل ما يطلبه منها ضروريا لهذه الدرجة؟!... لكنها لا تعرف كيف تفعلها و قد اقسمت له على ذلك... تخصرت في منامتها الحريرية تهتف بحنق متفاقم...
(ما هذا الطلب الغريب من بكرة الصبح؟!!... هل كان يحلم به و استيقظ جاهزا لينفذه؟!)لملمت شعرها بحدة تهمس بخفوت مكتوم من الغيظ:
(لا و غضب ايضا و أخذ ابنته معه و تركني وحدي حينما أخبرته أنني لا أستطيع)زمت شفتيها بتفكير حزين... لا تقوى على حزنه و لو لدقائق و هو يزيدها في أفعاله... قضمت شفتيها تقول بإرهاق من التفكير...
(هل أتصل ب "رُبى" أطلب مساعدتها؟!)لكنها هزت رأسها نفيا بسرعة تقول بتأكيد:
(لا ستخبرني أن أترك الثور عديم الذوق يتآكل من الغضب...)زفرت ببطء تعيد نظرها حيث غرفتهما لتتنهد بقلة حيلة... أخرجت هاتفها من جيب منامتها و فتحته تكتب شيئا ما في صندوق البحث ثم بعد لحظات اتسعت عيناها لتعيد النظر لخصرها بحاجبين معقودين بقوة... ابتلعت ريقها بصعوبة تقول:
(هذا صعب جدا... هل سيكفيني الوقت لأتعلم كل هذا و أطبقه؟!!!)أغلقت الهاتف بعد قائق طويلة لتهز رأسها بجدية قائلة بتوعد...
(حسنا يا "أدهم" حينما تراني و تصاب بالصرع لا تشكو سوى مطلبك...)دلفت الغرفة لتجده مسطحا فوق السرير يضع ذراعه العضلي فوق عينيه و يبدو خيم عليه السكون... لكنها تجزم أنه سكون ما قبل العاصفة!!... راقبت ابنتها الغافية لتقترب منها تحملها بحنان و تتجه بها حيث غرفتها... رفع ذراعه من فوق عينيه يراقب خروجها بأعين ضيقة بتفكير فيما ستفعل... عادت بعد لحظات لتفتح دولابها بحدة قاصدة أن يغير هذا من وضع السكون به لكنه لم يتحرك ابدا... زفرت بغضب لا يليق بنعومتها و حملت ما بيدها لتتجه به إلى الحمام... رفع ذراعه ينظر في ظلها المتروك بحاجب مرتفع و يهمس بخشونة مترقبة:
(ماذا تفعل حبة الكرز؟!... هل وافقت؟!)لقد استيقظ اليوم برغبة كبيرة في رؤيتها ترقص له و لو لمرة واحدة و لن يطلبها مجددا... لكنه حينما عرض عليها الفكرة رفضت بشدة و خجل تخبره أنها ليست جيدة أبدا في الرقص... و حينما أصر على طلبه صممت على رأيها حتى دفعته للغضب بجدية... و لأنه لا يحب أن يثقل عليها خصوصا مع اختلاف الثقافات بينهما حمل غضبه داخل غرفته... لكنها يبدو ستفعل شيئا ما...
استكان مجددا بنفس الوضعية حينما سمع مقبض الحمام يدور... أكله الفضول ليرفع ذراعه كي يرى ماذا فعلت لكنه تحمل حتى تأتي بما في جعبتها أمامه... من أسفل ذراعه ضاقت عيناه بعدم تصديق حينما صدحت صوت موسيقى قديمة لا تصلح بالمرة للرقص... بالنسبة له طبعا... فالرقص في قاموسه يعني موسيقى غوغائية تخرق الآذان و تجعل من يتمايل عليها يتحرك كمن يقف على الجمر المشتعل!!!... بعد لحظات صدح صوت "شادية" المختلط بنعومة "رحمة" و دلالها الذي دفعه بأن يرفع ذراعه قليلا لتتوقف عيناه على هذه الفاتنة في هذا الثوب القصير و التي بدأت تتمايل بحركات خرقاء على صوت الموسيقى... انزوت شفتاه ببسمة عابثة يتابع ما تحاول فعله حبة الكرز كي تراضيه!!...
أنت تقرأ
فوق رُبى الحُب(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المتألقة آية أحمد حقوق الملكية محفوظة للكاتبة آية آحمد