جزء ٣٦

2.4K 145 16
                                    

الفصل الخامس والثلاثون !..

-في البناية !
وقفت "رباب " تستقبل والدتها بإستنكار :-
-برضه ياما روحتي بلغتي ؟!
رمقتها شزرا وهي تترك حذائها عند الباب ثم ولجت بقولها :-
-اومال كنتي عاوزاني احط ايدي علي خدي واستناها تظهر !.
وقد بدأ صوتها يتحشرج بالبكاء علي فلذة كبدتها :-
-ده لو ااا ظهرت !
-ايوة ياماما بس الموضوع كده كبر مننا !..
فاطمة متهكمة :-
-وانتي فاكراه مش كبير !! انتي عارفة يعني اختك تطفش !!
ومن بين دموعها تساءلت بحيرة وهي تحدث ذاتها :-
-هتكون راحت فين يعني ! يكون حد غاواها وهربت معاه !!.
هنا نظرت لأعلي وأخذت تولول وهي هتضرب علي فخذيها :-
-استرها معانا ياارب ده احنا غلابة ومحيلتناش غيره !..
اقتربت منها "رباب " في محاولة لتهديئتها وبنزق :-
-اي ياماما اللي بتقوليه ده رقية استحالة تعمل كده !..
ثم أكملت بذات النبرة:-
-بعدين هو انا كنت بقولك عشان تعملي في نفسك كده ؟! مش عشان نفكر مع بعض في حل قبل ما بابا يخرج  !
فاطمة بإنفعال :-
- وانتي كنتي عاوزة تفضلي مخبية عليا لحد امتي؟؛
وسرعان ما اختلطت نبرتها بالدموع وتحشرج صوتها لتعاتبها :-
-بقا جالك قلب تنامي تحت سقف أختك مش معاكي فيه ؟! ماتعرفيش نايمه فين ولا آاا مع م ميين!..
رباب بتبرير وقد لمعت مقلتيها هي الأخري :-
-ياماما ماكنتش عارفه اعمل اي كنت فاكراها واخده علي خاطرها من كلامك وشويه وهترجع!
فاطمة بسخط:-
-ولارجعتك لحضن جوزك نسيتك أختك !...
رباب ببكاء:-
- حرام عليكي بقا ياماما من ساعة ما قولتلك وانتي نازلة تقطيم فيا دي اختي برضه وقلبي هيتقطع عليها !..
ثم أجهشت في ببكاء مرير وهنا توقفت فاطمة عن البكاء ومسحت دموعها من ثم وجهت حديثها لإبنتها بعدما اتزنت قليلا وبجدية :-
-مش وقت كلام ولا عياط دلوقتي ... أسمعي اللي هقولهولك كويس اووي
توقفت عن البكاء وطالعتها بعينين باكيتين:-
حسك عينك ابوكي يشم خبر ولا حتي المحروس جوزك يعرف حاجه مش عاوزين نتفضح عند حماتك !..
اومأت برأسها إيجابا في صمت ، لتشرد " فاطمة " في الجدار أمامها :-
-لحد ماربنا يعترنا فيها !
  ..........................................
-في شقة صافي !

كانت تجلس بروبها الحريري علي الأريكة ترتشف قهوتها وعيناها تتفحص الجريدة حتي وقع نظرها علي ماجعلها تنتفض في مكانها  لتترك الفنجان جانبا وتقرأ بإهتمام فكان خبر عن اغتيال رجل اعمال شاب تعرفه جيدا بل سعت بشتي الطرق الوصول إليه،حدقت بتلك الجريدة وقد اعتلتها صدمة عارمة خاصة مع السطور الأخيرة عن فتاة بمواصفات ليست بغريبة عنها ،رفعت عيناها قليلا لتشرد في الفراغ أمامها ليقفز إلي ذهنها اخر مواجهة مع بنت الحارس كان سببها...هو !
همست بعدم تصديق :-
-مش ممكن !
نهضت علي الفور وهي تمسك الجريدة وسارت بخطوات عاجلة في الممر المؤدي لغرفة إبنتها كان الباب مفتوح أمامها فدلف مباشرة قائلة بدون مقدمات  :-
-هو جاسم الراوي في المستشفي ؟!
كانت "شيري " أمام المرآة تضع احمر الشفاه خاصتها حين أجابتها بعدما نظرت لها بطرف عينيه:-
-اه ، بيقولوا حد ضرب عليه نار وحاول يقتله!
صافي بإنفعال :-
-وانتي ازاي ماتقوليليش كل ده !..
قطبت مابين حاجبيها بتعجب ثم أغلقت. الروج ومن ثم نظرت للجريدة :-
-ماكتتش أعرف أني الموضوع يهمك اووي يعني !
ثم نهضت من مجلسها وسارت نحو الخزانة لتسمع والدتها مجددا بلهفة ضاعفت من دهشتها :-
-طب هو كويس ..يعني وضعه ايه  ؟!..
رفعت كتفيها لأعلي وبإيجاز:-
- معرفش!..
صافي بحده :-
يعني اي ماتعرفيش انتي مش بتكلمي صاحبتك برضه !
تعجبت بشدة من أهتمام والدتها باخباره بل وأنفعالها المبالغ به ، فتحركت أمامها بضيق ترتدي سترتها :-
-كل مابكلمها بتفضل تعيط فمش بفهم منها حاجه !..
طوت "صافي" ثغرها بتأثر ثم سريعا نظرت لإبنتها قائلة بجدية  :-
-كويس إنك جهزتي انا خمس دقايق وهجهز !.
وهنا صدمت إبنتها لم تدهشها فقط :-
-ليه احنا رايحين فين !؟..
نظرت "صافي " لصورته في الجريدة ثم عادت ترفع أحدي حاجبيها لتخبرها:-
-مش واجب تبقي جمب صاحبتك في الظروف دي برضه ؟!
...................................................
-امام مقر شركة الراوي !..

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن