الفصل الخامس عشر ...
كانت"بسمة" تساعدها في إرتداء ثيابها حيث سمح لها بالخروج من المشفي ،فراحت تهتف بضجر صريح:-
-بقا في حد عاقل يعمل اللي عملتيه مع جاسم بيه ده ، عاوزة ترجعيله فلوس المستشفي !.رقية بجدية :-
-أيوة لأني مش أنا اللي تقبل شفقة أو أحسان من حد يابسمة !-وايه اللي خلاكي تقولي عليها شفقة بس !.
فتنهدت بصوت مسموع وبجمود :-
-عندك مسمي تاني ليها ؟!صممت "بسمة" لوهلة فلم تجد ماتقوله ،فزفرت بضيق ثم راحت تجلب لها حجابها:-
-أيوة بس أنتي ناسيه إنك اصلا بتشغلي عشان تسدي ديون أبوكي ! تقومي تزودي همك !..طوت "رقية" شفتيها معا ثم :-
-أهو ربنا معايا بقا !..وقبل أن تتحدث مرة أخري قاطعتها "رقية " بعجالة وتوتر:-
-وبعدين تعالي اا هنا أنتي أزاي المره اللي فاتت تسبيني معاه لوحدي وتخرجي !..ذمت "بسمة" ثغرها وقالت:-
-ماهو الصراحة بقا انا حسيت أني شكلي هيبقي بايخ اووي افرضي كان عاوز يتكلم معاكي في موضوع مهم ولا حاجه ؟!..ثم أقبلت عليها لتلبسها حجابها ،بينما هتف "رقية" بنزق :-
-مواضيع أييه دي اللي هتبقي بيني وبينه،وبعدين هو أنتي غريبة ما أنتي سكرتيرة مكتبه !؟..بسمة بتنهيدة بعدما عدلت وضعية الحجاب وأنتهت :-
عموما ياست حقك عليا !فرمقتها الأخري بصمت قبل أن تهتف مجددا وعلي عجالة:-
-صحيح أنتي قولتي لأهلي أييه علي فلوس المستشفي ؟..سارت"بسمة " تلملم بقايا متعلقاتها من الغرفة ووو :-
-ولاحاجه قولتلهم أني المستشفي هنا فيها جزء أستثماري خيري للحالات اللي بتبقا علي أد حالها !.ضيقت "رقية " عيناها بحذر :-
-والموضوع ده دخل عليهم ؟!..أجابتها"بسمة " بثقة وقد التفتت لها :-
-عييب عليكي ماتقلقيش!.وبعد جملتها المطنئنة هذه ، أطلقت "رقية " تنهيدة بإرتياح ثم قول بسمة وهي تغلق سحاب الحقيبة :-
-أنا كده خلصت خلاص !..
أومأت" رقية " برأسها أيجابا وبقلق:-
-أنا مش عارفة هما أتاخروا كده لييه !؟-انا اللي مش عارفه لازمتها اييه هما يجوا ما كنت وصلتك أنا وخلاص !..
رقية بتهكم :-
-ما أنتي عارفة خالتك بقا ودماغها ؟!.
ولحقت جملتها طرقات هادئة علي باب الغرفة فأسرعت "بسمة " نحوه قائلة :-
-دوول شكلهم جوووم !..
وحينما فتحت الباب تفاجئت بسامر أمامها فتنحنح هو علي الفور وبخشونة :-
-السلام علييكم !
-اا اا وعليكم السلام ، أتفضل !
تعلقت عيناه بالأرض حرجاولم يرفعها قط ليقول بهدوء :-
-هي رقية جهزت ولا لسه ؟!..
بسمة ببشاشة :-
-من بدري أووي وقاعدة مستنياكم ،لحظة أبلغها !..
فعادت لرقية الجالسة علي فرأشها كماهي غامزة لها :-
-أبسط ياعم عريسك بنفسه جاي ياخدك !..
رقية بلهفة:-
-سامر !..
أجابتها بمشاكسه :-
-أيه هو في عريس غيره ولاحاجه؟!..
توردت وجنتيها خجلا ثم وزعت نظرها حولها بتوتر :-
- ه ه ااعمل أيه طيب ؟
-تعملي ايييه ، قومي أخرجيله يلا !..
هزت رأسها بالموافقة بشكل متكرر وبإضطراب كنبضاق قلبها اللتو، ثم أمسكت بها " بسمة " من رسغها لمعاونتها في السير وباليد الأخري أمسكت بالحقيبة خاصتها ،وحينا تقدما من الباب أسرع "سامر " لهما ليحمل عنها الحقيبة ثم نظر لرقية بإبتسامة :-
-حمد الله علي سلامتك !.
هي بحياء :-
-الله يسلمك !
فتنحنح بحرج :-
-أنا بس أستاذنت من خالتي أجي أجيبك مع محمد من المستشفي وهو قاعد تحت في العربية !..
ثم صمت لثوان قبل أن يقول بحذر :-
-لو مش يضايقك يعني!..
هزت رأسها علي عجالة بنفي ثم خرج صوتها بصدق :-.
-لا أبدا مفييش حاجه !..
تكونت إبتسامته علي ثغره مردفا :-
-تمام !...
وبتلقائية منه مد كفه لها لتستند عليه ،فأبتلعت ريقها بصعوبة وقد زادت ضربات قلبها وأصبحت كالطبول ثم حركت يدها تدريجيا وبإرتجاف لتضع في كفه بإبتسامة ملأت شدقيييها ثم تحركا معا ببطء نوعا ما ومن خلفهما "بسمة " ......