جزء ١٢

5.2K 164 4
                                        

الفصل الثاني عشر ...
-في المشفي العام ..
كانت  "بسمة " تجوب الرواق ذهابا وإيابا بقلب واجل بينما دموعها تنسدل علي وجنتيها ،فزفر " معتز " بصوت مسموع قبل أن يقترب منها وبصوت رخييم:-
-ممكن تهدي شويه ،أحنا لسه معرفناش حاجه عنها !..
بسمة ببكاء:-
-أهدي أييه بس دوول بيقولوا عربية خبطتها ، أنا قلقانه عليها أووي !.
-ماتقلقيشش إن شاء الله خيير ، وهتبقا كويسه!..
-يارب !.
ومن ثم جاءت لهما الممرضة علي عجالة:-
-الإنسه اللي لسه جايباها عربية الإسعاف واللي بتسألوا علييها في عنبر 8 فووق !..
بسمة بتلهف :-
-طب وحالتها عامله أيييه ؟!..
أشاحت بكفه قليلا قبل أن تهتف بتهكم :-
-لا انا لحد كده ومعرفش ، تقدروا تسألوا الدكتور المسئول عن حالتها !
فدس"معتز " يده في جيب سترته وأخرج بضعة ورقات ماليية وبأيجاز :-
- تمام أحنا متشكريين أوووي ! ..
فنظرت للمبلغ الذي دسه في كفها بسرور :-
-علي أييه يابيه ده أحنا تحت أمرك !.
القي عليها إبتسامة مصطنعة ومن ثم سحب "بسمة " من رسغها ليصاعدان معا نحو الطابق المنشود الذي وصفته لهما الممرضة ..

...........................
-في منزل رباب ...
كانت "عفاف" جالسة بغييظ علي الأريكة المتواجدة بالصالة ومن جوارها إبنها "سامر " يحاول يهدئ من ثورتها ولكن نهضت لتصييح بغضب :-
-لا بقا دي أسمها قلة أدب ,البت سايبانا ملطوعين كده بقالنا ساعتين وهي بتتسرمح.
سامر بهدوء:-
-إهدي بس ياماما الغايب حجته معاه !
فدنت "رباب " وهي ممسكه بهاتفها وبتوتر:-
-لسه تلفونها ااا مقفول برضه !
عفاف وقد التوي فمها بتهكم ساخر :-
-تلاقيها بتودع السرمحة بتاعة الجامعة ,اصل انا عارفة بنات الجامعة دوول واللي بيطلع منهم !
رمقها "سامر " بضييق ولم يعقب بينما تحدثت "رباب" بضييق :-
-رقية مش كده ياحماتي وبعدين أكييد حصل معاها حاجه هي اللي خليتها تتأخر !
وبتوجس:-
-وبعدين أحسن يكون حصلها حاجه..ربنا يستر !.
رمقتها " عفاف" شززا ثم راحت تجلس كما كانت وهي تتمتم بسخط :-
-أدينا هنقعد نستني البرنسيسة لحد ماتحن علينا وتيجي !
وفي طياتها أردفت:-
-بس لما أجوزك الواد واجيبك هنا تحت أيدي ,ساعتها همشيكي علي عجين ماتلخبطهوش ..
ثم أبتسمت بمكر وخبث وهي تتخيلها في منزلها تفعل بها ماتشاء !!

...........................
-في المشفي العام ...
_كانت ممدده علي الفرأش فاقدة وعيها ،فقد أصيبت بكسور في أنحاء متفرقة من جسدها ،وبعض الكدمات في وجهها فأنهي الطبيب وقبل أن يغادر دلفت "بسمة " كالزوبعة ومن خلفها "معتز" ولكنها كانت الأسرع للطبيب وهي تنقل بصرها بينه وبين الفرأش :-
-طمني يادكتور ؟!
رمقها الطبيب بضييق:-
-أنتم اهلها ،كنتم فيين ده كله من ساعة مادخلت وأحنا بدور علي حد يخلص البيانات ويعدي علي الحساباات
-أحنا مكناش نعرف هي فيين ولسه عارفيين دلوقت !
-عموما ياستي هي الحمد الله مفيش حاجه خطيرة معظمها جروح وكدمات بعييده عن المخ بس يعني هتحتاج تفضل شوية عشان الكسور اللي في جسمها ولحد ماتفوق كمان!.
أومأت "بسمة " برأسها إيجابا عدة مرات متتالية فرحل من أمامها دون أستئذان ،فأسرعت هي نحو الفرأش تطمئن علي أبنة خالتها بلهع وذعر،بينما "معتز" سار جانبا ليجيب علي هاتفه ،حيث كان المتصل " جاسم " فأجابه بتنهيدة :-
-أيوة ياجاااسم !.
وعلي الطرف الأخر كان صياحه عاليا:-
-أنت فيين يامعتز من الصبج سايب الدنيا تتضرب تقلب هنا وكمان بسمة مش موجوده اااا
قاطعه "معتز " بحنق:-
-هو أنت معرفتش اللي حصل !.
ثم مسح علي خصلاته بضييق :-
-أنا في المستشفي !..
فسرعان ماهدأت نبرته ثم راح يهتف بقلق :-
-مستشفي ؟! ده ليييه ؟ أنت كوييس ؟..
-أنا كوييس ماتقلقش ،بس كل الحكاية البت الجديدة خبطتها عربية النهادرة قريب من الشركة وانا وبسمة معاها في المستشفي اهو ..
جاسم وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب:-
-بت جديدة ميين ؟ أنت بتتكلم عن ميين ؟..
معتز بتوضيييح:-
-البت أياها بتاعة البوفييه اللي جابها عم راضي..
وبدون وعي تلفظ بأسمها بعدما أتسعت عيناه قليلا :-
-تقصد رقييية !..
معتز بنزق:-
-ايوة هي ياسيدي ، قال يعني أحنا ناقصيين مصايب !
ومرت ثوان فلم يأتيه جواب ليسمع من بعدها نبرته الجادة :-
-هي فيين المستشفي دي ؟!
...................................
-في جهة أخري ..
-"مكنش لازم تعمل كده ياحازم ,البت كان ممكن تروح فيها او أنت تروح في داهية "
هتف بها " إيهاب " بعدم رضا بعدما علم بفعل رفيقها نحو تلك المنبوذة .
حازم بحده  :-
-اومال عاوز حتة بت زي دي تمد إيديها عليا واسكت ,ده انا مبقاش ابن الراوي ..
إيهاب بضيق :-
-ماشي بس كنت تتصرف بعقل شوييه ,مش تأجر واحد عشان يخبطها بالعربية ولعلمك بقا الواد ده لو اتمسك من أول قلم هيعترف عليك ..
حازم بغمزه بعدما تناول كأسه:-
-لا ماتقلش انا مظبطه كويس في الفلوس وبعدين حتي لو اتمسك واعترف عليا مش هدخل السجن ساعة ، بقولك شغاله عندنا في البوفييه يعني حالتهم متدهورة علي الأخر يعني بإشارة مني أنسفهم .
فعاد "إيهاب " يهتف مجددا بتوجس :-
-أيوة بس أنا خايف لاحسن البت تموت فيها !
حازم ساخرا :-
-ياحنيين ، أومال ماكنتش بتصعب علييك ليه وأنت بتضايقها في الجامعة !..
أشاح " أيهاب " بوجهه للجهة الأخري بإمتعاض ليردف "حازم" مجددا :-
-عموما أنا قولت للواد يخف رجله علي العربية أنا عاوزها قرصة ودن بس لييها مش أكتر !..
فتمتمم "أيهاب " بهلع :-
-ربنا يستر !..
...............................
هبت "عفاف " واقفة هذه المره لتصييح بصوت جهوري:-
-لا بقا دي قلة أدب كده ، لو المحروسة ماكنتش فاضيية النهاردة كانت أعتذرت وأجلنا بدل ماهي رميانا كده ..
رباب بإرتباك :-
-ياحماتي أهدي بس وهي هاتيجي وبعدين محمد ااا نزل يدور عليها اهو ..
هي بنزق:-
-أنا أول مرة أشوف عروسة بيدورا عليها عشان تجيب شبكتها !
وبنبرة ذات مغزي أردفت :-
-ولا يكونش المحروسة عاوزة تسوق الدلل والتقلل علينا من أولها كده ..
رباب :-
-ياحماتي والله رقية أغلب من كده بكتيير ،أنتي بس اللي فهماها غلط .
-طبعا أومال ميين هيشهد للعروسة !..
ثم التفتت نحو أبنه الجالس يكسوه الصمت بغضب :-
-وأنت عجبك المسخره اللي بتحصل هنا دي ؟!.
نهض وهو يتنهد بصوت مسموع :-
-الله أعلم بظروفها ياماما ماتعرفيش أيه اللي حصل وأخرها ..
تهكمت نبرتها علي الفور :-
-هو ده اللي ربنا قدرك علييه ،عموما انا ماشيه عاوز تفضل تستني الهانم لحد ماتحن علييك وتيجي أستني ..
اعترضت "رباب " طريقها وبرجاء :-
-عشان خاطري ياحماتي نص ساعه كمان نص ساعه ولو مجتش أمشيي !..
-وهي اختك كانت عملت خاطر لميين عشان أنا أعمل خاطر ..اوعي يارباب كده ..
ثم أزاحتها بعنف من أمامها لتفتح الباب وتغادر سريعا فإلتفتت "رباب" نحو "سامر "علي عجالة:-
-والله ياسامر دي رقية  أول مرة تعملها وتتأخر واكييد الشديد القوي اللي منعها ..
أومأ برأسه متفهما وبصوت رخييم:-
-أنا عارف والأهم دلوقت نطمن عليها.
هي بتوجس :-
-يارب لاحسن ده أنا قلقت عليها أوووي !..
-ماتقلقيش بأذن الله هترجع كويسه ومش هيصيبها حاجة !..
-يارب!..
ثم أدرك بأنه بمفرده معه فتنحنح بحرج وخشونه:-
-طب أنا هنزل بقا ،يمكن أقابلها تحت ولاحاجه عن إذنك...
............................
_مر أكثر من ساعتين ونصف وهي نائمة كهذا ،ولم يأتي أحد من طاقم الأطباء ليتفحصها بالإضافة لتلك الضجة والضوضاء التي ملأت العنبر علي أثر الزيارات الأهليية للمرضي فالمشفي كانت علي قدر كبير من الإهمال  ،إنزعجت "بسمة " مما يحدث حولها وكانت قد هاتفت "والدها" ليخبر خالتها وزوجها بما حدث ولكن بطريقته ، فجذبت الملاءة علي أبنة خالتها جييدا ثم سارت لتقف أمام معتز باسمة:-
-متشكره أووي يا أستاذ معتز تعبتك معايا ،تقدر تتفضل لو عاوزه انا كلمت بابا وزمانه جاي مع أهل رقيية !..
فرفع أحد حاجبيه بعتاب :-
-أستاذ ! وبعدين مفيش بينا شكر ولاحاجه ولا أييه ؟!..
-ازاي بس وأنا تعبتك معايا النهاردة أووي !.
هو بدفء:-
-تعبك راحه وبعدين أنا بعمل كل ده عشانك !.
توردت وجنتيها بحرج قبل أن تهمس:-
-عشاني أنا ؟!..
-طبعا أومال عشان ميين ،ولايكونش فاكره أني كان ممكن أمشي عشانها شبر واحد !.
هي بإستنكار :-
-نعم ؟!
فلحق حاله سريعا وتصتع الإبتسامة:-
-قصدي تا يعني ااا
فقاطعته هي بذهول بعدما ثبتت أنظارها خلفه وبذهول:-
-جاسم بيييه!..
عقد مابين حاجبيه بتعجب قبل أن يلتفت برأسه ليجد رفيقه يلج للعنبر وهو يبحث بعينيه عن شخص ما وبآهتمام فراح يتقدم منه حتي تقابلا معا ليبادر "جاسم" بالسؤال عنها :-
-هي فيييين ؟!

..يتبع

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن